الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / 44- زوجي يكره أمي

المشكلة: زوجي يكره أمي ولا أعرف سببًا لهذا الكُرْه، ولا يدري هو أيضًا أي سبب، وحين أسأله عن ذلك يقول: دائمًا أم الزوجة مصدر شر؛ رغم أني أرى أمي تحبه كثيرًا، فكيف أصنع معه؟ وهل من كلمة توجهونها إليه؟ الحل: لا يجوز كراهة المسلم لأحد من المسلمين بدون سبب شرعي، بل الواجب أن يحب المسلم لإخوانه ما يحب لنفسه، وأن تكون المحبة للأقارب والأصهار الصالحين أقوى وآكد لتعدد السبب. ومن آثار هذه المحبة المواساة والزيارة والألفة والمودة والدلالة على الخير والتحذير من الشر، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه } متفق عليه؛ رواه البخاري في كتاب الإيمان، رقم (13)، ومسلم في كتاب الإيمان، حديث رقم (71). وقال أيضًا: { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، رقم (66). وكذا رواه البخاري من هذا الوجه بلفظ "ترى المؤمنين..." في كتاب الأدب، رقم (6011). وفي رواية: { إن اشتكى عينه اشتكى كله، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله } هذه الرواية لمسلم، كتاب البر والصلة والآداب، رقم (67). . فعلى المسلم أن يتفقد نفسه وأقاربه، ويزيل ما في قلبه من بغض وحقد وكراهية للمسلمين بغير حق، فإن الله تعالى يجمع المتحابين في دار كرامته، والله أعلم.