الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / الإيمان بالميزان يوم القيامة

18- والإيمان بالميزان يوم القيامة، كما جاء: { يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة } أخرجه البخاري برقم (4729) في التفسير، باب: { أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ } من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا بلفظ: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة". وقال: اقرءوا: { فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } [ الكهف: 105 ]. . وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر والأدلة على إثبات أن أعمال العباد توزن كثيرة ومنها حديث البطاقة والسجلات المشهور الطويل. أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/213)، والترمذي (2639)، وابن ماجه (4300)، وابن حبان (2524)، والحاكم (1/ 529). قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه؛ ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وصحَّحه الألباني في السلسة الصحيحة برقم (135). وقال أحمد شاكر في المسند (6994): إسناده صحيح. والإيمان به والتصديق به، والإعراض عن مَن رد ذلك وتركُ مجادلته. من أصول أهل السُّنّة الإيمان باليوم الآخر، والإيمان بما أخبر الله به في اليوم الآخر، ومن ذلك أنه أخبر بالميزان، قال الله -تعالى- { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا } . قيل: إن العبد نفسه يُوزن، والدليل قوله -تعالى- { فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } . وفي الحديث: { يؤتى بالرجل السَّمين الأكول الشَّرُوب فلا يزن عند الله جناح بعوضة } أخرجه البخاري برقم (4729) في التفسير، باب: { أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ } من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا بلفظ: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة". وقال: اقرءوا: { فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } [ الكهف: 105 ]. . وقيل: إن الأعمال تجسد وتوزن، والله قادر على أن يجعلها أجسادًا ولو كانت أعراضًا، فتجعل الصلاة جسدًا وتوزن، وكذلك الذِّكر، وكذلك الصوم وما أشبه ذلك، وتُوزن أيضًا السيئات فتجعل هذه في كِفَّة وهذه في كِفَّة. وقيل: إن الذي يُوزن هو الصحف التي تكتب فيها الأعمال والسجلات التي سجلت فيها الأعمال سيئات وحسنات هي التي توضع في كِفَّتي الميزان، وبكل حال يؤمن العباد بذلك: { فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ } . فهذه أدلة واضحة على ثبوت الميزان وهناك أدلة أخرى لإثبات الميزان توجب الإيمان والتصديق به ومن ذلك: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم". أخرجه البخاري برقم (7563)، ومسلم برقم (2694). * وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق..." أخرجه الترمذي برقم (2003) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. ولا عبرة بمن أنكره كالفلاسفة ونحوهم، وقالوا: إنما يحتاج إلى الميزان البقّالون والباعة ونحوهم، نقول: إن هذا من إظهار العدل من الله -تعالى-.