الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / بُعد ما بين السماوات والأرض

............................................................................... كذلك أيضًا بعد ما بين السماوات والأرض ذكر بعضهم في تفسير قول الله تعالى: { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } قالوا: إن هذا بعد ما بين أسفل الأرض السابعة إلى العرش، وقالوا: إن كل أرض كثفها يعني غلظها يعني خمسمائة سنة وما بين الأرضين خمسمائة سنة، وتكون سبعة آلاف. كل أرض كثف ما بينها وبين الأرض الأخرى ألف فتكون سبعة آلاف، وكذلك السماوات فبين كل سماء خمسمائة وما بينها وبين السماء التي فوقها خمسمائة فتكون أيضا سبعة آلاف. أي: من أسفل الأرض السفلى إلى أعلى السماء العليا مسيرة أربعة عشر ألف سنة، وما بين السماء السابعة والعرش قالوا: إنه مسيرة ستة، وثلاثين ألف سنة حتى تتم خمسين ألف سنة لا شك أن هذا دليل على عظمة الله سبحانه، فهذه مخلوقاته وهي كلها صغيرة بالنسبة إلى عظمته، ثم إنه سبحانه قريب من عباده وصف نفسه بصفات دالة على قربه، وسمعه، وبصره، وقدرته، وسعة علمه فوصف نفسه بأنه السميع في قوله تعالى: { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } يسمع دبيب النملة السوداء كما ورد في الحديث، ويرى جريان الماء في عروق الشجر لا يخفى عليه شيء من ذلك؛ لأنها كلها خالقها وتحت تدبيره، وتحت تصرفه.