الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / علم الله محيط بكل المخلوقات

............................................................................... الخالق سبحانه وتعالى عالم بأكبر المخلوقات وبأصغرها، يدبر كل صغير وكبير من هذه المخلوقات كما يشاء. فمن أصغر ما نشاهده من المخلوقات البعوض الذي ذكر الله تعالى أنه يضرب به مثلًا قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا } فهذه البعوضة الله تعالى هو الذي خلقها، وهو الذي أعطاها خلقها وكمل لها ما تحتاجه كما قال تعالى: { الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } فهو سبحانه لما خلق هذه المخلوقات من جملة هذا الكون؛ جعل منهم ما يكون مكلفًا، وما يكون دالًّا للمكلف. فالمكلفون الذين يؤمرون، وينهون مثل البشر الذين هم الإنس والجن والشياطين والملائكة. جعل منهم خيرًا محضًا لا يعملون إلا الخير وهم الملائكة، وشرًّا محضًا لا يعملون الخير، وإنما يعملون الشر وهم الشياطين، وجعل منهم من يعمل خيرًا وشرًّا وهم الإنس والجن؛ حيث إنهم هم المكلفون. وقد أخبر بأنه خلقهم لعبادته قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } .