الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / من أسباب المروق من الدين: التفرق والاختلاف

............................................................................... ولا شك أيضا أن من أسباب ترك الدين الاختلاف ...... { فما عرفتم منه فاعملوا به وما لم تعرفوا فكلوه إلى عالمه } لكن مع ذلك لا بد أن يقع الخلاف، قال تعالى: { وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } ثم إنه تعالى نهى عن هذا الاختلاف قال تعالى: { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ } نهي عن أن يكونوا مثلهم، لا تكونوا مثل هؤلاء، وقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } أنت بريء منهم، الذين فرقوا دينهم يعني جعلوا هذا دينا وهذا ليس بدين مع أنه دين واحد { وَكَانُوا شِيَعًا } الشيع هي الفرق والأحزاب المتباينة. وكذلك أيضا الذين يتبعون الأهواء، كون الإنسان كلما هوي شيئا سار إليه واتبعه لا شك أنه غاية الضلال، وأن الإنسان الذي يرتكب هواه يعتبر عبدا لذلك الهوى اتخذه إلها، ورد في بعض الآثار: ما تحت أديم السماء إله يعبد أشد شرا من هوى متبع. ولذلك ذكر الله في القرآن: { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } أي لا يهوى شيئا إلا ركبه. وهكذا ذم الذين يتبعون أهواءهم في هذه الآية في سورة النجم في قوله تعالى: { إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى } إن يتبعون إلا الظن ويقولون: { إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } ويتبعون ما تهوى الأنفس، كلما هويت نفس أحدهم شيئا سار نحوه وحرص على تحصيله، ولو كان منافيا للعقل، ولو كان مخالفا للدين والشرع. وهكذا أيضا نزه الله تعالى نبيه عن هذا في أول سورة النجم كما سمعنا: { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى } فنزهه عن الضلال ونزهه عن الهوى { مَا ضَلَّ } أي ما أخطأ وتاه، الضلال هو التيه والضياع، { وَمَا غَوَى } أي لم يكن من أهل الغواية، بل هو من أهل العلم ومن أهل الدلالة، { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى } أي ما ينطق إلا بشيء محقق ليس عن الهوى، { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } . فالحاصل أن طريقة أهل السنة هي التمسك بهذا الكتاب والسنة، وأن من خالفهم من رافضة أو من خوارج أو من معتزلة أو نحوهم ولو استدلوا بالكتاب والسنة فإنهم في غاية الضلال والبعد عن السنة. هذا مضمون ما ذكره هنا، وذكر أنه سيتكلم على هذه الفرق وعلى هذه العقائد في الفصول الآتية، فيتبين لنا ما يريده رحمه الله. أسئـلة س: الشيخ حفظه الله ذكر أنهم يحرمون الفقاع، ما المقصود؟ أنها ما يسمى بالكمأة. س: شيخ؛ أحسن الله إليكم. يقول: فإذا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين قد انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة ......؟ مبدأهم ذو الخويصرة قال: { إن من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم } .