الحث على الاتصاف بالسمات الشريفة

كما أنه أيضا تعرض لشرح الآداب والأخلاق الرفيعة وحث على الاتصاف بالسمات الشريفة التي فطرت القلوب على استحسانها، وحب من تخلق بها، والنفور من أضدادها ومقت أهلها وبغضهم والبعد عنهم، فإن الله -تعالى- فطر الخلق على استحسان السمات الطيبة التي وجدت أو بعضها قبل الإسلام، كأغلب خصال الفطرة التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: { عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم البراجم: جمع (بَرْجُمَة)، وهي مفاصل الأصابع أو العظام الصغار في اليد والرجل. ونتف الإبط، وحلق العانة وانتقاص الماء } إلخ أخرجه مسلم (3 - 143) في كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة، قال حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، قالوا: حدثنا وكيع، عن زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء". قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة، إلا أن تكون المضمضة. زاد قتيبة: قال وكيع: انتقاص الماء يعني: الاستنجاء. وأخرجه أبو داود (53) في كتاب: الطهارة باب السواك من الفطرة، والترمذي (2757) في كتاب الأدب، باب: ما جاء في تقليم الأظفار، والنسائي (5055 - 5056 - 5057) ي كتاب الزينة، باب: الفطرة، وأحمد (5051). وفي الباب أحاديث كثيرة بهذا المعنى، وهذه الخصال يستسيغها العقل السليم، ويشهد بملاءمتها له؛ لذلك يحافظ العقلاء على تطبيقها، وإنما يخالفها من انتكست فطرته فاستقبح الحسن واستلذ القبيح، فلا عبرة بهذا الضرب من الناس، ولو كثروا أو زعموا المعرفة والإدراك، فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. وبالجملة فإن احتواء الشريعة الإسلامية على هذه الخصال يفيد كمالها وانتظامها لكل ما يستحسن عقلا وشرعا، ولكل ما تتوقف عليه الحياة الطيبة في هذه الدار.