القمار

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلقنا للعبادة ونفذ فينا أمره ومراده، وأشكره وأرجو منه الفضل والزيادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، أما بعد: فقد كنت ألقيت في بعض المساجد محاضرة عن القمار والميسر لبعض المناسبات، ولم أكن قد أعددت لها تحضيرا أو مراجعة، وإنما قلتها ارتجالا، وقد سُجلت في ذلك الوقت، ثم قام بعض الإخوان بتفريغها في هذه الأوراق، وكتبها على ما بها من نقص وخلل وعدم تنسيق، وذلك لظهور المعنى المطلوب الذي هو التحذير من هذا الكسب الحرام وإقامة الأدلة على المنع منه، وذكر أمثلة مما يلحق به من أنواع الحيل لكسب المال، وإن سميت بأسماء أخرى لأجل ترغيب الجمهور في الانكباب عليها للكسب من ورائهم أموالا طائلة. ونحن إذ نأذن في نشر هذه الصفحات نأمل من كل مسلم أن يبتعد عن المكاسب المحرمة أو المشتبهة، وأن يقنع بما رزقه الله، ففي الحلال غُنية عن الحرام، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ونحن نعرف أن أهل الدعايات المزيفة وأهل المسابقات والجوائز والبطاقات ونحوها ما قصدوا نفع جماهير المواطنين، وإنما أرادوا الكسب من ورائهم واجتذابهم والإقبال على معاملتهم، وحرمان الآخرين الذين لم يعملوا تلك المسابقات؛ حتى تكسد بضائعهم وتنهار تجاراتهم فينفعون أنفسهم ويضرون إخوانهم، ولو قنعوا بما رزقهم الله واقتصروا على الأسباب المباحة لحصلت لهم الكفاية وأتاهم ما قدر الله لهم { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } [الطلاق: 2، 3] اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وقنعنا بما رزقتنا، وبارك لنا فيه، واخلف علينا كل فائت بخير، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين 21 \ 7 \ 1414 هـ