الإيمان بالحوض

20- والإيمان بالحوض وأن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حوضًا يوم القيامة تَرِدُ عليه أمته عرضه مثل طوله مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه. وهذا من جملة الإيمان باليوم الآخر، وردت أحاديث كثيرة قد تبلغ الثلاثين أو الأربعين حديثا ذكر منها جملةً البخاريُّ في صحيحه في كتاب الرقاق، باب: "في الحوض"، ومسلم في كتاب الفضائل، باب: "إثبات حوض نبينا -صلى الله عليه وسلم- وصفاته" ومن ذلك: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء، وماؤه أبيض من الورِق، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدًا". أخرجه البخاري برقم (6579)، ومسلم برقم (2292). وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: "قلت: يا رسول الله، ما آنية الحوض؟ قال: والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها، ألا في الليلة المظلمة المصحية، آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه، يشخب فيه ميزابان من الجنة، من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عمان إلى أيلة، ماؤه أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل". أخرجه مسلم برقم (2300). وعن جندب -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أنا فرطكم على الحوض". أخرجه البخاري برقم (6589)، ومسلم برقم (2289). وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: "سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أنا فرطكم على الحوض، من وَرَدَ شَرِب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا، وليردن عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم". أخرجه البخاري برقم (6583)، ومسلم برقم (2290). وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا فَرَطكم على الحوض، ولأنازعن أقوامًا ثم لأُغلبن عليهم، فأقول: يا رب، أصحابي أصحابي، فيُقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". أخرجه البخاري برقم (6576)، ومسلم برقم (2297). والأحاديث في إثبات الحوض وصفته كثيرة، وفيما ذكر كفاية إن شاء الله. أخبر فيها بأن له حوضًا يوم القيامة، ترد عليه أمته، وأن هناك من يُذادُ ممن لم يكن متمسكًا بالسُّنّة عاملًا بها، مع كونهم من أمته، عليهم علامة الأمة، وكونهم غرًّا مُحجّلين يعرفهم بذلك. وهذا الحوض ورد أن طوله مسيرة شهر، وعرضه مسيرة شهر، وفي بعض الروايات أنه ما بين عدن إلى أبين ( عدن بأرض حضرموت وأبين بأرض الشام يعني طوله كذا وعرضه كذا) وآنيته عدد نجوم السماء، ويصب فيه ميزابان من الجنة، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، مَن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة، يرده المؤمنون، ويُذاد عنه المنافقون والكافرون، وورد تحديده أنه ما بين عدن إلى أبين فدل على أنه شهر في المسيرة المعتادة التي كانوا يعرفونها ورد ذكر جملة من هذه الصفات في الأحاديث السابقة. .