الأسباب التي تحمل العبد على أن يؤدي الأمانة

إن هناك أسبابًا تحمل العبد على أن يؤدي هذه الأمانة، ومن أهم وأعظم ما يحمل الإنسان على أدائها: 1- معرفة الإنسان أنه مخلوق لربه، والمخلوق مملوك لربه، فليؤدِّ هذه الحقوق التي فيما بينه وبين ربه. 2- معرفته أن ربه هو المنعم المتفضل عليه، فالمخلوق مُنعَم عليه، لا يليق به أن يتأخر عن أداء حق ربه الذي ائتمنه عليه. 3- معرفة الإنسان أن هذه الأمانات من الفرائض التي فرضها عليه ربه، ولا بد أن يؤديها. 4- معرفة الإنسان أن ربه مطلع عليه لا تخفى عليه خافية، وهذه الأمانات التي يتحملها مما لا يخفى عليه ولا بد من أدائها. 5- معرفة الإنسان أنه متى قام بهذا الحق، وأدى هذه الأمانات سرَّها وجهرَّها، فإنه يحصل له ثواب عظيم في الدنيا وفي الآخرة. ففي الدنيا: انشراح قلبه واطمئنانه، وسعة رزقه، وبما يفتحه الله عليه. وفي الآخرة: الثواب العظيم الذي هو الأجر الأُخروي. وهناك أسباب أخرى، وإن كانت هذه الأسباب من أهم وأعظم ما يحمل الإنسان على أداء الحقوق. أما الذين تشاهدهم لا يقومون بهذا الحق، أو يقصِّرون فيه، وينتهكون حرمات الله ولا يراعون حقه، فإنما ذلك لنقص معرفة الله في قلوبهم، أو لنقص معرفة نِعَم الله عليهم، أو معرفة أنه الخالق لهم والمالك، أو لعدم تصديقهم بوعده سبحانه بالثواب، أو بوعيده بالعقاب لمن عصاه، ونحو ذلك. فهؤلاء الذين يخونون الأمانات الدينية ولا يقومون بها، إنما ذلك لضعف الإيمان في قلوبهم. نسأل الله أن يجمع قلوبنا على طاعته، وأن يؤلِّف بين قلوب المسلمين، وأن يجمع كلمتهم، وأن يردهم إلى الحق ردًّا جميلا، وأن يريهم الحق حقًّا ويرزقهم اتباعه، والباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.