مناقشة من يقول لو علم الله صدق خبر الواحد لم يخلنا من دليل على ذلك

4- ومنها قولهم: لو علم الله صدق خبر الواحد لم يخلنا من دليل على ذلك. فيقال: لا شك أن الله ضمن بقاء دينه وشرعه لهذه الأمة بعد أن أكمل لهم الدين، وأتم عليهم النعمة.      ولا شك أن أكثر تفاصيل هذا الدين إنما تؤخذ عن هذه الأخبار، فلو كانت كذبا في نفس الأمر لأقام الله على ذلك أدلة وبراهين، كي لا يلتبس الحق بالباطل، فتقع الأمة في الزيغ والضلال. وهذا أوضح دليل على أنها صدق وحق.      وهكذا من أوضح الأدلة وأكبر البراهين على صحتها إجماع الأمة في الجملة على العمل بها. فهذا الدليل ينبغي أن يعكس عليهم فيقال : لو علم الله أنها كذب مع عمل الأمة بها لأقام برهانا واضحا على عدم صحتها، فدل على أنها صحيحة ثابتة.