حديث قول النبي لحصين كم إلها تعبد

وقوله: ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين { كم إلها تعبد؟ قال: سبعة؛ ستةً في الأرض، وواحدا في السماء, قال: من لرغبتك ولرهبتك؟ قال: الذي في السماء , قال: فاترك الستة واعبد الذي في السماء، وأنا أعلمك دعوتين, فأسلم، وعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي } رواه الترمذي بنحوه في الدعوات برقم (3479) وقال: هذا حديث حسن غريب. . ) شرح : هذا حديث مروي في سنن الترمذي في قصة حصين والد عمران بن حصين الأسدي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يسلم، ولكنه لم يسأله عن الرغبة في الإسلام، فسأله كم إلهًا تعبد؟ قال: سبعة - ثم فصَّل - فقال: ستةً في الأرض، وواحدًا في السماء ، فقال: من لرغبتك ولرهبتك؟ قال: الذي في السماء ، فدعاه إلى الإسلام، وقال له: إذا أسلمت فإني سوف أعلمك كلمتين نافعتين ، فأسلم ، وعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: { اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي } رواه الإمام أحمد في مسنده (4/444). وهذه دعوة عظيمة. قوله: " من لرغبتك ولرهبتك " يعني: من تعده إذا كانت رغبتك ملحة وشديدة، ورهبتك: يعني خوفك ؛ فالرهبة: الخوف، والرغبة: الرجاء، يعني: من الذي ترجوه عندما تحل بك الأزمات أن يفرج عنك ، ومن الذي تخافه عندما تفعل المعاصي والمحرمات أن يبطش بك ، من الذي تعد للرغبة والرهبة ؟ فقال : الذي في السماء ، أقره النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك ، ولو كان هذا غير جائز لأنكر عليه ، ولقال له: هذا تجسيم، أو تشبيه أو إثبات جهة، أو نحو ذلك. فإن المبتدعة يسمون أهل السنة بألقاب ابتدعوها يسمونهم: نوابت، ويسمونهم غثاءً، ومجسِّمة، وحشوية، ومشبهة، وممثلة وما أشبه ذلك ، وهم أولى بتلك الأسماء التي ابتدعوها ونبزوا بها أهل السنة، وعلى كل حال فإن هذا دليل واضح على إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن يعتقد أن الله في السماء. وقوله: ( وفيما نقل من علامات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الكتب المتقدمة: "أنهم يسجدون بالأرض، ويزعمون أن إلههم في السماء". ) شرح: هذا الأثر في صفة هذه الأمة من الآثار التي تنقل عن الكتب المتقدمة وهي من الأخبار التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: { لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل ... } الآية رواه البخاري في التفسير برقم (4485). ولكنه مطابق للواقع، مطابق لوصف هذه الأمة بأنهم يسجدون في الأرض وإلههم في السماء، ومعلوم أنهم على الأرض وأنهم يسجدون عليها، وأنهم يضعون جباههم عليها تواضعًا لربهم، وأنهم يعتقدون أن ربهم فوقهم.