تدليس الإسناد

  الأَولُ الإِسْقَاطُ للشيخ وأَنْ ينقلَ عمَّـن فوْقهُ بعَن وأَنْ أمثلة للمدلِّسين: ومن المشتهرين بالتدليس ابن إسحاق صاحب السيرة، فكثيرا ما يسقط شيخه ويروي عن شيخ شيخه بعن أو بأن، ومن المشهورين بالتدليس: الكلبي وعطية العوفي، وهناك مدلسون ولكنهم ثقات، منهم أبو الزبير محمد بن مسلم بن تَدرُس والأعمش سليمان بن مهران وقتادة بن دعامة، ولكن في الغالب أنهم لا يدلسون إلا عن ثقات، فلا يحذفون من الإسناد إلا شخصا موثوقا ومجزوما به؛ فلأجل ذلك تقبل رواياتهم عن أكابر مشايخهم وإن اشتهر عنهم التدليس. تدليس الإسناد والتدليس الذي يستعملونه أن يسقط أحدهم شيخه، ويروي عن شيخ شيخه بعن أو بأن، كأن يقول مثلا: عن الزهري قال: حدثني سالم عن أبيه، أو عن الزهري عن سالم عن أبيه، فلا يقول: حدَّثني الزهري ؛ لأنه ما حدَّثه به فلا يتجرأ على الكذب، إنما يقول عن الزهري أو يسقط مثلا شيخه، ويقول: إن هشيما قال: حدَّثنا فلان. وإن عاصم بن عمر قال. فالحاصل أن المدلس تارة يأتي بكلمة (أنه قال) وتارة يأتي بكلمة (عن) ويسقط شيخه الذي سمع منه الحديث.