حكم الغيرة من الغير

سؤال: إذا كنت في بعض الأحيان أشعر بقسوة في قلبي، وأحيانًا أحس بداء مثل الشرك الخفي، أو الغيرة من بعض الناس، فما هو العلاج خصوصًا وأنا أكثر من دعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- { اللهم أعوذ بك من أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم } أخرجه أحمد في المسند (4/ 403)، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 226، 227). ومن الدعاء لهؤلاء الذين أغير منهم، أكفر عن خطئي تجاههم، فهل هناك علاج آخر يشفيني من هذا الداء الخطير؟ الجواب: ينبغي لك الإكثار من ذكر الله -تعالى- وتلاوة القرآن الكريم، وعمل ما تستطيعين من نوافل العبادات، ومجالسة أهل الدين والصلاح، مع إخلاص العمل لله- جل وعلا- والابتعاد بالعبادات عن مواطن الرياء، ودفعه عند حصوله بابتغاء مرضاة الله والدار الآخرة. وأما دفع الغيرة فيكون باعتقاد أن النعم جميعًا هبة من الله- جل وعلا- وأنه هو الذي قسمها على عباده قال -تعالى- { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } وأن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه } أخرجه البخاري رقم (13)، كتاب الإيمان، ومسلم رقم (45)، كتاب الإيمان. وأن يشغل نفسه عن الغيرة والحسد، بما ينفعه من الأقوال والأعمال الصالحة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم فتاوى العلاج بالقرآن والسنة - الرقى وما يتعلق بها للشيخ ابن باز، ابن عثيمين، اللجنة الدائمة، ص 28، 29، والفتوى للجنة الدائمة. .