الأنبياء بشر مصطفون

ذكر الله أنهم عابوه بأنه بشر، وليس في ذلك نقيصة عليه؛ لأن الله تعالى اصطفاهم فجعلهم من المصطفين الأخيار، ولم يخرجوا عن صفة البشرية حتى لا يعطون شيئا من حق الله تعالى، ومن صفة البشرية أنهم: يأكلون ويشربون قال الله تعالى: { مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ } . فدل ذلك على أن الأنبياء عبيد لله، وأنهم من جنس البشر؛ ذكرهم الله باسم العبودية: { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ } { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ } { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } إنما اصطفاهم الله: { وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ } ؛ فكل من اختاره الله نبيا؛ فإنه من المصطفين، ومن المخلصين.