حكم مَن يكثر مِن الحلف بالله وبصيغ مختلفة

سؤال: حكم من يكثر من الحلف بالله وبصيغ كثيرة مثل: والله الذي لا إله إلا هو، وغيرها من الصيغ، فهل هذا الإكثار منهي عنه من باب قوله -تعالى- { وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ } ؟ الجواب: لا شك أن كثرة الحلف تؤدي إلى التهاون بقدر الرب -تعالى- وبأسمائه وصفاته، فإن الحالف بالله معظِّم له على ذلك الأمر، فمتى كان كاذبًا فإنه قد تنقَّص أسماء الله -تعالى- ولم يحترمها، وذلك ينافي كمال التوحيد، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- { من حلف بالله فليصدق، ومن حُلف له بالله فليرض } أخرجه ابن ماجه رقم (2101)، كتاب الكفارات، وقال البوصيري في الزوائد (2/ 43 1): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وقال أيضًا: { ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون } أخرجه أبو داود رقم (3248)، كتاب الأيمان والنذور، والنسائي (7/5) كتاب الأيمان. . وورد الوعيد في كثرة الحلف، كقوله -صلى الله عليه وسلم- { ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل، والمنّان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب } أخرجه مسلم رقم (106) كتاب الإيمان. وغير ذلك من الأحاديث التي ذكر بعضها في كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد، ولا شك أن الآية المذكورة في السؤال تدل على احترام أسماء الله -تعالى- أي لا تجعلوا الله -تعالى- عرضة لأيمانكم تحلفون به دائمًا دون تثبت، والله أعلم فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه. .