لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
الأمانة
8237 مشاهدة
الأمانة ضالة المؤمن

سمى الله عباده مؤمنين، والمؤمن هو الذي يراعي هذه الأمانة ويعمل بها ويوثق وثاقها.
والأمانة من الأمن أو الإيمان؛ فهو مؤمن ومؤتمَن، ولأجل هذا وُصف بأنه من أهل الأمن والإيمان الذين يؤدون الأمانة حق الأداء، وذلك في قوله -تعالى- وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ .
والأمانة هنا عامة فيما يتعلق بالعبد من حقوق ربه، ومن حقوق عباد الله. وصف الله المؤمنين بأنهم يرعونها، أي يقومون بها حق القيام، ويؤدونها حق الأداء، فإذا كانوا كذلك فإنهم من عباده المفلحين الذين ذكرهم الله في قوله: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ .
ويجب على العبد أن يكون قائمًا بهذه الأمانة في كل حالاته ؛ لأنها من الحقوق التي أمرهم بها، وهي العهد المذكور في هذه الآية: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ .
ويدخل في هذا العهد المعاهدات والعقود التي بين العبد وبين ربه، وبينه وبين العباد، وقد أكد الله أمر العهود بقوله: إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا يعني: الوفاء به.
ولكن أهمها عهد الله، قال -تعالى- وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ .
فعهد الله من أكبر الأمانات التي ائتُمِن عليها العباد، فمن كان مؤمنًا حق الإيمان فإنه يراعي هذه الأمانة في كل حالاته.
أما مَنْ خَفَّ إيمانه فإنك تجده يتهاون في شأنها، ولا يقوم بها، ولا يرعاها حق رعايتها، وهذا في الحقيقة نقص في إيمان العبد، فالعبد ما سماه الله مؤمنًا إلا لأنه المسلم الأمين الذي ائتمن على حقوق ربه وحقوق عباده، وثق من نفسه بها، وقام بها كما ينبغي، هذا هو المؤمن والأمين.