شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
45990 مشاهدة
4- وسطية أهل السنة في باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية

[ وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية ] .


(الشرح)* قوله: (وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية):
كذلك في باب أسماء الإيمان والدين في أحكام الدنيا، متى نسمي الإنسان كافرا ؟ ومتى نسميه مؤمنًا؟ فانقسم الناس أيضًا إلى أقسام:
فالخوارج قالوا: كل من عمل ذنبا ولو دون الشرك فهو كافر.
والمعتزلة قالوا: الذي عمل ذنبا دون الشرك نخرجه من الإيمان ولكن لا يصل إلى درجة الكفر.
والمرجئة قالوا: هو مؤمن كامل الإيمان، إيمانه كإيمان الملائكة وكإيمان الصحابة.
فهؤلاء في طرف وهؤلاء في طرف؛ فالمعتزلة والخوارج أخرجوه من الإيمان، وهؤلاء جعلوه كامل الإيمان، وعاملوه معاملة أكمل المؤمنين وأحبوه كما يحبون أكمل المؤمنين، ووالوه وقربوه، فصاروا في طرفي نقيض؛ هؤلاء يقاتلونه ويكفرونه ويستحلون سلب ماله ودمه، وهؤلاء يغالون فيه.
وتوسط أهل السنة وقالوا: هو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، لا نخرجه من الإيمان، ولا نعطيه كمال الإيمان، ولا نحبه كمحبة المؤمنين الخلص، وهذا هو القول الوسط.