شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
33793 مشاهدة
الحديث الفرد

وَالفَرْدُ مـــا قيّدْتَهُ بِثــقَةٍ أَوْ جمْعٍ أَوْ قصْرٍ على رِِوَاية
الحديث الفرد:
قوله:
(والفرد ما قيدته بثقة ... أو جمع أو قصر على رواية).


من مباحث أصول الحديث البحث في (الفرد) والبحث في (المعلول), فالفرد هو: ما تفرد به شخص عن عالم من العلماء، ويقسمونه إلى قسمين، فرد نسبي، وفرد مطلق، فإن كان غريبا من أصل السند فإنه يسمى فردا مطلقا، وإن تفرد به شخص في أثناء السند فإنَّه يسمى فردا نسبيا، مثال الفرد المطلق إذا لم يروه إلا صحابي، ولم يروه عنه إلا واحد، ولم يروه عنه أيضا إلا واحد، إلى أن انتهى إلى المؤلف، فإنه فرد مطلق، أي فرد مشتق من الواحد.
ومثال الفرد النسبي أن يرويه مثلا عن الزهري جماعة، ثم يتفرد به عن واحد منهم شخص واحد، فإذا رواه عن الزهري ابن أخيه محمد بن عبد الله وعُقَيل ومعمر ويونس وسفيان ونحوهم وتفرد به عن عُقَيل شخص واحد فإنّه فرد نسبي، والغريب والفرد متقاربان، إلا أَن أَكثر ما يستعمل الغريب في الاسم، فيُقال: هذا حديث غريب.
والفرد في الفعل يُقال: تفرَّد به فلان عن فلان، هذا حديث غريب تفرد به العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه مثلا، لكن لما كان فيه هذا التقسيم خصه باسم، يعني أن التفرد قد يكون في السند كله، فالسند كله فرد، يعني ما رواه مثلا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا أبو هريرة، ولا رواه عن أبي هريرة إلا القارئ عبد الرحمن، ولا رواه عنه إلا ابنه العلاء، ولا رواه عن العلاء إلا إسماعيل بن جعفر، فيقال: هذا حديث غريب، ويقال: حديث فرد تفرد به إسماعيل عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة.