جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
33803 مشاهدة
تعريفُ أنواع من المصطلح

ثم قال الناظم رحمه الله:
و(المُدرَجاتُ) في الـحـديـثِ ما أَتتْ منْ بعضِ أَلفاظِ الرُّواةِ اتصلـت
وَما رَوى كلُّ قريـنٍ عـن أَخـــِهْ (مُدبَّجٌ) فاعرِفهُ حَقا وانتـــخِه
مُتَّفِقٌ لفْظا وَخَطّا (مُتفـــــــِقْ) وضِدٌّهُ فيما ذَكرْنا (الـمفـترِقْ)
(مُؤتَلفٌ) مُتّفقُ الخطِّ فقَـــــــطْ وضِدُّهُ (مختلِف) فَاحْش الغلـَطْ
(والمُنكَرُ) الفرْدُ بـهِ راوٍ غـــــدا تعُدِيلُهُ لا يَحْمِلُ التَّفـــــرُّدَا
(مَترُوكُهُ) ما واحِدٌ بهِ انْفــــــَرَدْ وأَجْمَعُوا لِضَعْفهِ فهْوَ كَــــرَدّ
والكَذِبُ المُخْتَلَقُ المصْنـــــــُوعُ عَلَى النَّبي فَـذلـِك (الموْضوعُ)
وقد أتتْ كالجَوْهَرِ المكْنُــــــــونِ  سمَّيتُها منظـــُومَةَ البَيْقُوني
فوقَ الثلاثينَ بأَربَعٍ أَتـــــــــت أَبياتُها ثُمَّ بخَيرٍ خُتــــــِمَت
في هذه الأبيات تعريفُ أنواع من المصطلح فمنها (المدرج ومنها (المدبج) ومنها (المتفق والمفترق) ومنها (المؤتلف والمختلف)  ومنها (المنكر) ومنها (المتروك) ومنها (الموضوع).