قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
124254 مشاهدة
حكم مَن يكثر مِن الحلف بالله وبصيغ مختلفة

سؤال: حكم من يكثر من الحلف بالله وبصيغ كثيرة مثل: والله الذي لا إله إلا هو، وغيرها من الصيغ، فهل هذا الإكثار منهي عنه من باب قوله -تعالى- وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ ؟
الجواب: لا شك أن كثرة الحلف تؤدي إلى التهاون بقدر الرب -تعالى- وبأسمائه وصفاته، فإن الحالف بالله معظِّم له على ذلك الأمر، فمتى كان كاذبًا فإنه قد تنقَّص أسماء الله -تعالى- ولم يحترمها، وذلك ينافي كمال التوحيد، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- من حلف بالله فليصدق، ومن حُلف له بالله فليرض وقال أيضًا: ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون .
وورد الوعيد في كثرة الحلف، كقوله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل، والمنّان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب وغير ذلك من الأحاديث التي ذكر بعضها في كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد، ولا شك أن الآية المذكورة في السؤال تدل على احترام أسماء الله -تعالى- أي لا تجعلوا الله -تعالى- عرضة لأيمانكم تحلفون به دائمًا دون تثبت، والله أعلم .