اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
79411 مشاهدة
أهمية التوحيد

...............................................................................


وإذا قيل: لماذا كان التوحيد له هذه الأهمية؟ الجواب: لأنه شرط لصحة العبادات، فلا تصلح عبادة إلا بعد التوحيد.
جعل العلماء التوحيد شرطا لصحة العبادات قالوا:
شروط الطهارة عشرة: أولها: الإسلام. يعني: التوحيد الصحيح.
وكذلك شروط الاغتسال: منها التوحيد.
وكذلك من شروط التيمم: التوحيد. يعني: إخلاص العبادة لله.
وكذلك من شروط الصلاة: التوحيد.
وكذلك من شروط الأذان. المؤذن يقول في أول أذانه: أشهد أن لا إله إلا الله، وفي آخره: لا إله إلا الله؛ وهذا هو دليل التوحيد.
وكذلك من شروط تجهيز الميت: أن يكون من أهل التوحيد، إذا لم يكن من أهل التوحيد فإنه لا يتولاه المسلمون.
وكذلك الزكاة من شروطها: التوحيد. أن يكون المخرج للزكاة من أهل التوحيد، ومن أهل الإخلاص، ومن أهل الدين -دين الإسلام-.
وكذا الصيام: لا يقبل إلا من أهل التوحيد.
وكذلك الحج، والعمرة، والجهاد في سبيل الله: لا يقبل إلا من أهل التوحيد.
وهكذا.. ذكروا أن ضد التوحيد يحبط الأعمال، فالشرك يحبط كل عمل اقترن معه، فلا تقبل صلاة المشرك، ولا صيامه، ولا صدقاته، ولا جهاده، ولا حجه، أو عمرته، ولا طهارته بأي نوع من أنواع الطهارة، لا يقبل الله شيئا من ذلك؛ بل إن الشرك يحبط الأعمال؛ حتى قالوا: لو أن إنسانا حج واعتمر حجا كاملا وهو مسلم، ثم ارتد وكفر وأشرك حبط عمله، وبطلت حَجته، وبطلت عباداته، إذا رجع إلى الإسلام والتوحيد مرة ثانية يجدد الحج، يجدد حجة الإسلام، الشرك حبط به عمله، قال الله تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ أوحي إليك وإلى الأنبياء قبلك. وقال تعالى في صفة الأنبياء الذين ذكرهم في قوله تعالى: وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ مع أنهم أنبياء لو أشركوا لحبطت أعمالهم.
فالإسلام والتوحيد الذي دعا إليه نبينا -صلى الله عليه وسلم- هو: حقيقة الإخلاص؛ إخلاص العبادة لله تعالى، والذي قد كرر الله -تعالى- الأمر به، قال تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وقال تعالى: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي وكذلك قال تعالى: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .
ويسن بعد كل صلاة أن يدعو بذلك، بعد الانصراف من الصلاة تدعو الله وتقول: لا إله إلا الله، مخلصين له الدين؛ ولو كره الكافرون؛ لتؤكد أن صلاتك لله وحده.