شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
87346 مشاهدة
الفرق بين الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وسئل حفظه الله: هل هناك فرق بين الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
فأجاب: الدعوة إلى الله هي: النصح والتوجيه والترغيب في الخير والتحذير من الشر، وبيان آثار الطاعة وآثار المعصية، وهي المذكورة في قوله -تعالي- ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .
وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو: أمر الناس بأنواع الطاعة فرضها ونفلها، ونهيهم عن المعاصي صغيرها وكبيرها، وذلك يستدعي الإلزام أو ما يقدر عليه، فإن قدر على إلزام العاصي بالفعل وجب عليه، وإن عجز اقتصر على الإنكار بالقلب؛ مع اعتزال العصاة وبغضهم والتحذير منهم، ليدل على أنه قد أنكر عليهم ما فعلوه من المعاصي أو ما تركوه من الطاعات.