إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
90781 مشاهدة
التهاون في الأمر بالمعروف والنهي

وسئل وفقه الله ورعاه: يُلاحظ على بعض الشباب المحسوبين على أهل الدين، التهاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فما نصيحتكم إليهم؟
فأجاب: لا شك أن الوجوب أو الندبية تعم كل قادر متصف بصفات الآمر والناهي، لا فرق بين الشباب والكهول والشيوخ، وحيث إن الشباب في هذه البلاد يغلب عليهم أن يكونوا قد درسوا وقرءوا وعرفوا الأدلة، فإن الآكدية عليهم أقوى لقدرتهم على إقناع العاصى، وإيراد الأدلة، ومعرفة المعروف والمنكر.
فننصح للشباب المثقفين الذين رزقهم الله علما ومعرفة، أن لا يتحيروا ولا يخجلوا من إظهار ما لديهم، وأن يأمروا وينهوا بقدر استطاعتهم، وذلك لأن الحكومة- أيدها الإله- بذلت جهدا كبيرا في تعليمهم وفي تفقيههم، وما ذلك إلا ليظهروا هذا العلم الذي تعلموه ودرسوه، ويمارسوا العلم والعمل، وذلك هو زكاة العلم، فليس من يعلم كمن لا يعلم.
ولا يجوز الكتمان ولا الخوف من الناس ولا تحقير النفس؛ بل إن في إظهار الأمر والنهي والتعليم عزة وشرف للمتعلم، ورفع لمرتبة العلم النافع والعمل الصالح.