إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
90083 مشاهدة
الإنكار على العمال الذين يعملون وقت الصلاة

وسئل أثابه الله: أحيانا أمُر في طريقي إلى المسجد ببعض العمال الذين يعملون في البناء، فهل علي أن آمرهم بالصلاة؟ أم لهم الحق بالعمل ما دامت الصلاة لم تقم بعد؟
فأجاب: عليك أن تأمرهم، وذلك لأنهم بعد الأذان يؤمرون بالتأهب، بخلع ثياب العمل مثلا، ولا بد أن يتنظف مثلا، ويستعد للصلاة، فالواجب إيقافهم بعد الأذان وإيقاف الأعمال حتى يؤدوا الصلاة، وبعد الصلاة يعودوا لعملهم، والصلاة لا تتجاوز نصف ساعة أو قريبا منها، وهذا لا يعطل العمل كما يظنه البعض، وإنما هذا من وسوسة الشيطان لهم، والله المستعان.