الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
90872 مشاهدة
الواجب نحو من يتهم الدعاة بتهم باطلة

وسئل الشيخ أمد الله في عمره وبارك فيه: ينتقد بعض المسلمين أخطاء الدعاة، التي قد تقع منهم أثناء الدعوة، فيكبرون حجمها، ويؤيدون علمها، ويتهمونهم بتهم باطلة، مثل الرجعية والتَّزمت! فما حكم ذلك؟ وما الواجب في ذلك على المسلمين؟

فأجاب: أولا: يجب ألا يتولى وظيفة الدعوة إلى الله، ولا وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا الوعظ والإرشاد ونحو ذلك إلا من فيه الأهلية والكفاءة، وتكون عنده المقدرة على ذلك، وأن يعمل في ذلك بحكمة وبحسن تدبير وحسن تعبير وترو وتؤدة وثبات.
ثانيا: يجب إذا ما وقع أحد الدعاة في زلة، أو خطأ، أن تغفر له زلته، ذلك أنه ليس بمعصوم، فالكريم من عدت هفواته وأخطاؤه، فلا ينكر عليه لأول مرة، ولا المرة الثانية، بل يُبيَّن له خطؤُه، وسوف يرجع إن شاء الله إذا بُيِّن له ذلك، ولا يستمر على الخطأ إلا معاند.
ثالثا: ما ذكره السائل هو حقيقة، وإنما يقع ذلك من الفسقة الذين يبغضون الدعاة إلى الله -تعالى- ويسوءهم ما يشهدونه من إقبال الشباب على الخير، والعمل الصالح، ومن الاهتداء الذي هو ملموس ومحسوس في كثير من شبابنا -وفقهم الله وهداهم- فيغيظهم ذلك، فيحاولون أن ينتقصوهم بما يقول السائل، بأنهم رجعيون! أو نحو ذلك، كما يقول بعض العلماء في قصيدة له:
يعيبون أهـل الدين مـن جهلهم بهم كمـا عابت الكفار من جاء من مضر
يقولــون رجـعيون لمـا تمسـكوا بنـص مـن الوحـيين كـان له أثر

وهذه الأفعال قديمة، وهذا الوصف قديم يواجه كل من قام بالحق وصمد له، فإن نفوس الأشرار تتوجه إليه، وتعيبه، وترميه بما هو بريء منه.
يقول ملّا عمران في قصيدته التي ينصر فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب
الشـيخ شـاهد بعض أهل جهالة يدعون أصحاب القبور الهمّدِ

إلى أن قال:
قـالوا لـه يا فــاجرا يا كافـرا مـا ضـره قـول العداة الحسد
قـالت قـريش قبلـه للمصطفـى ذا سـاحر ذا كـاهن ذا معتدي
قــالوا يعـم المسلـمين جميعهم بـالكفـر قلنـا ليـس ذا بمؤكد

فإذا قالوا لك: إنك رجعي، وإنك متخلف، وإنك متزمت، وإنك متطرف أو فيك كذا، وكذا، فإن ذلك لا يضرك، فإنك إن شاء الله على هدى، وعلى استقامة، وعليك أن تصبر وتصابر، وتبين أن الرجعية إنما هي معصية الله، والخروج عن طاعته، والله أعلم.