إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
حوار رمضاني
17567 مشاهدة
المقصد من الصلاة والصوم

وسئل -حفظه الله- أنه:
يقع نفر من الناس في حيلة إبليسية وهي: أن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر ولم تحصل له التقوى من الصوم، فلا داعي لصلاته وصومه، فما نصيحتكم لهؤلاء؟
فأجاب: ورد في بعض التفاسير عن بعض السلف في قوله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ إنه من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بُعدًا.. ورأى بعض الناس أنه لا ينتهي عن فعل الفواحش وارتكاب المحرمات، كالزنا وشرب الخمر، وسماع الأغاني وأكل الحرام، والوقوع في الغيبة والنميمة، والخوض في الأعراض وما أشبه ذلك، وأيضا وروده للملاهي ولعب الورق طوال الليل، ويقول هؤلاء نحن لا نستطيع أن نترك هذه الأشياء التي ألفناها منذ الشباب والصغر، وما دمنا لا نستطيع تركها فلا فائدة في صيامنا وصلاتنا، ومن ثم يقادون إلى المنكر، ويتركون الواجبات والعبادات، فيجمعون بين الفساد والشر وترك الخير؛ فهذا بلا شك ذنب كبير وجرم عظيم؛ لأنهم تركوا كل ما هو خير.
وننصح هؤلاء ونقول لهم: عليكم بملازمة أهل العبادات، والمحافظة على الصلوات كما هي، وتأملوا لماذا شرعت الصلوات، واخشعوا فيها، واخضعوا واستحضروا عظمة المولى -عز وجل- وأنتم تؤدونها، وأيضا على هؤلاء أن يحافظوا على الصيام، ويستحضروا النية فيه ولما شرع له؛ لأن المولى -عز وجل- ذكر من فوائده حصول التقوى في قوله: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
وعلى هؤلاء أن يحاولوا أن يكون الصيام سببًا في تقواهم، ثم بعد ذلك يقوموا بتمرين أنفسهم على ترك هذه المنكرات، ونحن ندعو الله أن يتوبوا ويرجعوا ويتركوا هذه المنكرات، فالمولى -عز وجل- يفرح بتوبة عبده.
أما إذا قام الفرد الذي يفعل الجرائم ويرتكب الآثام ونحوها، ورتب على ذلك ترك الواجبات، فإنه يكون قد خرج عن الدين الحنيف.. ونسأل الله للجميع الهداية والتوبة.