القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
شرح كتاب الإيمان من مختصر صحيح مسلم
32715 مشاهدة
حب علي من علامات الإيمان وبغضه من علامات النفاق

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وبعد:
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه: باب: .. لا يحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق.
عن زر بن حبيش رضي الله عنه قال: قال على بن أبي طالب رضي الله عنه: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليَّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ورد هذا الحديث في حق علي رضي الله عنه وورد أيضا في حق الأنصار، فقد ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق وهذا في عهد علي يقول: عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم ألا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق .
وما ذاك إلا أن الأنصار رضي الله عنهم لهم فضل كبير حيث إنهم آووا النبي صلى الله عليه وسلم ونصروه. ذكرهم الله تعالى بقوله: وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أي: آووا النبي وصحابته ونصروهم، وكذلك قال تعالى: وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ يعني: الأنصار، فمن أحبهم فما أحبهم إلا لإيمانهم ولنصرتهم؛ ما أحبهم إلا لأعمالهم الصالحة. كذلك أيضا علي رضي الله عنه فإنه من السابقين الأولين؛ أول من أسلم من الصبيان، ثم وازر النبي صلى الله عليه وسلم وثبت أنه قال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وله الفضل الكبير، ولكن قد اعترف رضي الله عنه بأن أبا بكر أفضل منه، ثم يليه عمر أفضل منه هكذا اعترف.
ثم نقول: الصحابة كلهم تجب محبتهم، محبتهم إيمان، وبغضهم نفاق؛ وذلك لأن الله تعالى يحبهم، ومن أحب الله فإننا نحبه. وصفهم الله تعالى بذلك؛ قال تعالى: مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ هؤلاء هم الصحابة الذين قاتلوا المرتدين وصفهم كلهم بأنهم يحبون الله، وأن الله تعالى يحبهم، وإذا أحبهم الله فإننا نحبهم، ومن أبغضهم فإنه منافق وكافر؛ وذلك لأنه أبغض حملة الشرع، أبغض حملة القرآن، أبغض السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، أبغض الذين نصروا الله ونصروا رسوله، وإذا أبغضهم فقد تنقص الشريعة، وتنقص حملتها فبذلك يكون منافقا؛ فمن أبغض الصحابة وحقد عليهم فقد أبغض الله، ومن أبغض الله فإنه منافق.