إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
128738 مشاهدة
فضل سورة الإخلاص وتفسير كلمة الصمد

...............................................................................


وكذلك أيضا نزل قول الله تعالى في سورة الإخلاص: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وصف نفسه بأنه الأحد، وليس له كفء ولا نظير حديث عمران بن حصين كان الله ولم يكن شيء قبله هذا الحديث مشهور، ولأهميته اعتنى العلماء بشرحه ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية حيث شرحه وتوسع في شرحه، وبين معنى كون الله تعالى أنه هو الأول وأنه لم يسبق بعدم، وكذلك أيضا سورة الإخلاص لها مكانتها.
ورد في الحديث أنها تعدل ثلث القرآن ولما كان كذلك ورد في فضلها عدة أحاديث، ثم إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ألف رسالة في معنى كونها تعدل ثلث القرآن، وتوسع في ذلك، ثم شرح السورة أيضا شرحا موسعا. أي: تفسير سورة الإخلاص.
وقد فسرها العلماء رحمهم الله وتوسعوا في شرحها وتوسعوا في تفسير ما تدل عليه، وذلك لأهميتها؛ إذ كانت تعدل ثلث القرآن، وورد فضل قراءتها بعد كل صلاة، وقراءتها عند النوم، وتسميتها بسورة الإخلاص؛ لأنها أُخلصتْ لصفاتِ الله تعالى، ففيها أن الله تعالى واحد وهو معنى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أي: متوحد نفي الشريك والمثيل، نفي أن يكون معه من يستحق مثل اسمه أو من يشاركه في خلقه أو في تدبيره، وكذلك من يستحق شيئا من حقه أي: من العبادة أي: هو الواحد هو الوحيد الواحد الذي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وصف نفسه بأنه الصمد، وقد كثرت التفاسير في كلمة الصمد. لا شك أنه اسم من أسماء الله الحسنى التي يدعى بها. إذا دعا الله تعالى به رجي إجابة دعوته.
ثبت في حديث أن رجلا كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركوع قال: اللهم لك الحمد، أنت الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من الذي قال بهذه المقالة أو دعا بهذه الدعوة؟ فقال الرجل: أنا فقال: لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى .
فجعل هذا أقرب أن يكون الاسم الأعظم، أنت الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فيكون العبد يجتهد ويلهج بذكر الله تعالى بما تضمنته هذه السورة، وكذلك أيضا . قد فسر الصمد بأنه الذي تصمد إليه القلوب أي الذي تتوجه إليه القلوب أي الذي يصمد إليه ويطلق الصمود. وعدم الاستغناء عنه.
ورد في حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى إلى عود أو عمود مال عن يساره أو عن يمينه، ولم يصمد إليه صمدا أي: لم يجعله تلقاء وجه، فصموده هو أن يوجه وجهه إليه، فكذلك الصمد التي تصمد إليه القلوب الذي يجب أن يكون إلها، وهناك المشركون يصمدون إلى آلهتهم، وكذلك الكفار الذين تصمدون إلى أهوائهم وإلى شياطينهم ورؤسائهم. الواجب أن يكون الصمود إلى الله وحده ؛ أن تصمد إليه القلوب وحده، وفسر الصمد بأنه السيد الذي انتهى سؤدده، ولا شك أن هذا وصف لله سبحانه وتعالى أنه السيد.
ورد في الحديث أن رجلا قال: أن قال: أنت سيدنا قال: السيد الله أي: فهو أولى بأن يكون هو السيد الذي انتهى سؤدده، الذي بلغ الغاية في ذلك فيكون هذا تفسيرا لذلك أو لاسم الصمد.
الذين فسروه بأنه المصمت هذا تفسير لغوي، وإذا استحضر العبد أن الله تعالى هو الصمد، وأنه الذي يجب أن تتوجه إليه القلوب وحده عظم قدر ربه في قلبه.