لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
128860 مشاهدة
حجاب الله النور

...............................................................................


يقول في هذا الحديث: حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ذكر أن الله تعالى احتجب عن خلقه، وجعل حجابه النور؛ نور قوي لا يستطيع أحد أن ينظر إليه أو أن يثبت له، وكذلك أيضا جلال وجه الله سبحانه. لا يستطيع أحد أن يثبت أمامه ولا يستقيم أحد أمام عظمة الله تعالى. لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، فأثبت الحجاب الذي هو حاجز بينه وبين خلقه.
وكذلك أيضا أثبت أنه نور أي نور مستضيء لا يستطيع أحد أن يصفه، نور لا يقدر قدره إلا الله تعالى. في بعض الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن أخبر بأن على وجهه رداء الكبرياء في جنة عدن، فإذا شاء أن يتجلى لعباده كشف ذلك الرداء، وكشف ذلك الحجاب الذي هو من النور.
وفي حديث أبي ذر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه أي كيف أراه وهو نور لا أقدر أنا أن أراه لما بيني وبينه من النور، فأثبت أن هناك أنوار مضيئة لا يستطيع البصر؛ بصر الإنسان أن يخرقها، وأنه لو كشف ذلك الحجاب لأحرق ما انتهى إليه بصره من خلقه يعني: من جلال الله تعالى ومن عظمته لاحترقت المخلوقات التي تبدو له.