الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
127738 مشاهدة
تنزيه الله عن النقائص وعن صفات المخلوقين

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أحمد بن قاسم بن عطية قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي قال: حدثنا أبي عن أبيه قال: حدثنا أشعث عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن بني إسرائيل قالوا يا موسى هل يصلي ربك؟ قال: اتقوا الله. قالوا: فهل ينام ربك؟ قال: اتقوا الله. قالوا: فهل يصبغ ربك؟ قال: اتقوا الله.
فناداه ربه عز وجل: يا موسى سألوك هل يصلي ربك؟ فقال: نعم؛ أنا أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي. فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ إلى آخرها وسألوك هل ينام ربك؟ فخذ زجاجتين بيديك فقم الليل ففعل موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم، فلما ذهب من الليل ثلث نعس فوقع لركبتيه، ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا، فقال: يا موسى لو كنت أنام لسقطت السماوات على الأرضين فهلكت كما هلكت الزجاجتان بيديك، فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الكرسي، وسألوك هل يصبغ ربك؟ فقل نعم. أنا أصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود والألوان كلها من صبغي، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً إلى آخرها.
قال: حدثنا إسحاق بن أحمد قال: حدثنا أبو كريب قال وحدثنا أحمد بن هارون البرذعي قال: حدثنا شعيب بن أيوب الواسطي قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا عمر بن حمزة قال: حدثنا سالم بن عبد الله بن عمر قال أخبرنا ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الله الأرضين ثم يأخذهن ثم يقول: أنا الملك أنا الجبار أين المتكبرون؟ .
قال: حدثنا البرذعي قال: حدثنا محمد بن سالم المصري قال: حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال: حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقبض الله عز وجل الأرضين يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك أنا الملك .
قال أخبرنا إسحاق بن أحمد قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا سويد الكلبي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ قال: فنعت أنه استقبل براحته إلى السماء ثم قال: أنا العزيز، أنا الجبار أنا المتكبر؛ يمجد نفسه رجف المنبر حتى ظننا أنه سيقع .
قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن خالد الخلال قال: حدثنا ابن الحجاج قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد الإيلي عن الزهري قال: حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقبض الله عز وجل يوم القيامة الأرض بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين الملوك؟ .
قال: حدثنا محمد بن أحمد بن معدان قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن المقسمي قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج عن ابن شهاب عن علي بن حسين قال: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قضى ربنا تبارك وتعالى أمراً سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء، ثم سأل أهل السماء السابعة حملة العرش ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ثم يستخبر كل سماء السماء التي تليها حتى ينتهي إلى هذه السماء .
قال: حدثنا محمد بن زكريا القرشي قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه قال: إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة الحديد على الصفوان فيفزعون فيخرون سجدا، وظنوا أنه أمر الساعة، فإذا فزع عن قلوبهم تنادوا ما قال ربكم قالوا: الحق وهو العلي الكبير.
قال: حدثنا أبو العباس الهروي قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول: إن الله تبارك وتعالى لم يكلم ملكا قط فيبدأ فيكلمه حتى يسبحه فلا يجيبه حتى يبدأه بالتسبيح، ثم قرأ: أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا وقرأ: أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ وقال لعيسى عليه السلام أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ .
قال: حدثنا محمد بن الحسين الطبركي قال: حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني قال: حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال: يقول الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ فكان كما وصف نفسه تبارك وتعالى؛ إذ ليس إلا الماء عليه العرش وعلى العرش ذو الجلال والعزة والسلطان والملك والقدرة والحلم والعلم والرحمة والنعمة الفعال لما يريد، الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، الأول لم يكن قبله شيء لخلقه الخلق وليس معه شيء غيره، الآخر لبقائه بعد الخلق كما كان ليس قبله شيء، الظاهر الباطن في علوه على خلقه فليس شيء فوقه، الباطن لإحاطته بخلقه فليس دونه شيء، القائم الدائم الذي لا يبيد سبحانه وبحمده.
ابتدع السماوات والأرض ولم تكونا بقدرته لم يستعن على ذلك بأحد من خلقه ولم يشركه في شيء من أمره بسلطانه القاهر وقوله النافذ، الذي يقول به لما أراد أن يكون كن فيكون يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو يذكر عظمته، وغرة من خلقه ممن دعا معه ولدا أو جعل معه إلها: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .
وكان أول ما خلق الله عز وجل النور والظلمة، ثم ميز بينهما فجعل الظلمة ليلا أسودا، وجعل النور نهارا مضيئا مبصرا، ثم سمك السماوات السبع من دخان يقال والله أعلم: بالدخان الماء حتى استثملهن ولم يحبكهن، وقد أغطش في السماء الدنيا ليلها وأخرج ضحاها فجرى فيها الليل والنهار وليس فيها شمس ولا قمر ولا نجوم، ثم دحا الأرض وأرساها بالجبال وقدر فيها الأقوات، وبث فيها ما أراد من الخلق ففرغ من الأرض وما قدر فيها من أقواتها في أربعة أيام، ثم استوى إلى السماء وهي دخان كما قال عز وجل فحبكهن وجعل في السماء الدنيا شمسها وقمرها ونجومها، وأوحى في كل سماء أمرها فأكمل خلقهن في يومين ففرغ من خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
ثم استوى في اليوم السابع فوق سماواته، ثم قال للسماوات والأرض: ائتيا لما أردت بكما فاطمأنتا عليه طوعا أو كرها قالتا: أتينا طائعين ثم جعل إسرافيل العظيم الذي أكرم بقربه، وجعله من حملة عرشه كما شاء أن يخلقهم فطوقهم لحمله، واصطفاهم بقربه فهم فوق خلقه من سماواته وأرضه فكان مما وصفهم به أهل الكتاب الأول صفة لم ننكرها لمعرفتنا ثقل ما عليهم من عظمته ولما بلغنا عن نبينا صلى الله عليه وسلم من صفتهم، فيزعم أهل الكتاب أن الله عز وجل خلقهم فجعل قرار أقدامهم على الأرض السابعة السفلى من الأرضين، ثم خرجوا في هواء ما بين ذلك حتى خرجوا في هواء ما بين السماء والأرض، ثم في هواء ما بين السماوات والأرض ثم أصعدوا فوق ذلك مما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
وقد وصف الله عز وجل ذلك من علوه تبارك وتعالى في كتابه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بصفة صدق وحق فقال وهو يذكر غرة الجاهلين به وعظم شأنه وعلو مكانه: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ أي: دعا داع بعذاب واقع لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ إلى قوله: فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا .
فسبحان ذي الجلال والإكرام لو سخر بنو آدم في مسافات ما بين الأرض إلى مكانه الذي به استقل على عرشه وجعل به قراره مادوا إليه خمسين ألف سنة قبل أن يقطعوه فليس لصفة الملائكة الذين حملوا ذلك صفة إلا وهي أعظم مما وصفها به الواصفون إلا لصفة الله التي وصف بها جلاله فيزعم أهل التوراة من أهل الكتاب الأول أنهم أربعة أملاك ملك في صورة رجل وملك في صورة ثور، وملك في صورة أسد وملك في صورة نسر، وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله تعالى بأربعة آخرين فكانوا ثمانية وقد قال الله تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ .
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث قال: حدثنا هدبة قال: حدثنا حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مقرن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن ربكم تبارك وتعالى ليس عنده ليل ولا نهار، نور السماوات والأرض من نور وجهه، وإن مقدار كل يوم عنده ثنتي عشرة ساعة فيعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار واليوم فيها ثلاث ساعات، فيطلع فيها على ما يكره فيغضب كذلك، فأول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش والملائكة المقربون، وسائر الملائكة فينفخ جبريل في القرن فلا يبقى شيء إلا يسبحه غير الثقلين فيسبحونه ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن عز وجل رحمة فتلك ست ساعات.
ثم يؤتى بما في الأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات فيصوركم في الأرحام كيف يشاء. لا إله إلا هو العزيز الحكيم يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا، فتلك تسع ساعات ثم ينظر في أرزاق الخلق ثلاث ساعات فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وهو بكل شيء عليم فتلك ثنتا عشرة ساعة، ثم قال: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ هذا من شأنكم وشأن ربكم عز وجل.
قال: أخبرنا ابن أبي عاصم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوزير بن صبيح قال: حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قال: من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين .
قال: حدثنا ابن أبي عاصم و علي بن إسحاق قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا عمرو بن بكر قال: حدثنا الحارث بن عبيدة بن رباح الغساني عن أبيه عبيدة بن رباح عن منيب بن عبد الله الأزدي عن عبد الله بن منيب رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قلنا: يا رسول الله وما ذاك الشأن؟ قال: يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين .
قال: حدثنا محمد بن محمد قال: حدثنا محمد بن الحسين الطبركي قال: حدثنا أبو غسان زنيج قال: حدثنا حكام عن عنبسة عن ابن أبي ليلى عن العاصم بن أبي بزة عن مجاهد رحمه الله في قوله: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ قال: يدبره وحده.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر رحمه الله تعالى في قوله: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قال: يحيي ميتا ويميت حيا ويربي صغيرا ويجيب داعيا ،ويشفي سقيما ومنتهى شكوى الصالحين ويعرض حاجات المؤمنين.
قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا أبو همام قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا مطرف بن مازن عن معمر عن قتادة كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قال: يخلق ما لم يكن ويهلك ما كان.
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو همام قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر بن أبي بكير قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قال: من شأنه أن يميت من جاء أجله، ويصور ما شاء في الأرحام، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، وأن يفدي الأسير.
قال: حدثنا إسحاق بن أحمد قال: حدثنا ابن أبي رزمة قال: حدثنا الفضل بن موسى عن عبيد الله بن أبي نهيك قال: يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قال: يسأل كل يوم والرب تبارك وتعالى في شأن وهو اسم من أسماء الله عز وجل.
قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن نصر الحمال قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز البيوردي قال: حدثنا ابن حبان عن أغلب بن تميم عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خزائن الله عز وجل الكلام. إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .
قال: حدثنا عبد الله بن محمد القيسي قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا أبو موسى عن فيض الرقي قال: قال فضيل بن عياض رحمه الله تعالى: ما قال الله تبارك وتعالى لشيء قط كن كن مرتين.
قال: حدثنا أحمد بن محمد البغدادي قال: حدثنا سعيد بن محمد بن ثواب قال: حدثني بكر بن عيسى السكوني قال: حدثني محمد بن عثمان الحراني عن مالك بن دينار عن الحسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عز وجل لوحا أحد وجهيه ياقوتة والوجه الثاني زمردة خضراء، قلمه النور فيه يخلق، وفيه يرزق، وفيه يحيي، وفيه يميت، وفيه يعز، وفيه يفعل ما يشاء في كل يوم وليلة .
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا قال: حدثنا سعيد بن يحيى قال: حدثنا مسلم بن خالد عن يزيد بن أبي خالد عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن الله عز وجل خلق لوحا من درة بيضاء، دفتاه من ياقوتة حمراء، وزبرجد، قلمه نور، وكتابه نور ينظر منه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة يخلق فيها، ويرزق، ويحيي، ويميت، ويعز، ويذل، ويفعل ما يشاء.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين قال: حدثنا الفضل بن الصباح قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي الجنيد جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: إنهم يقولون: اللوح من ياقوتة وأنا أقول: كانت من زمردة كتابها الذهب وكتبها الرحمن عز وجل بيده، وسمع أهل السماوات صرير القلم.
قال: حدثنا الوليد بن أبان قال: حدثنا عبد الله بن يونس قال: حدثنا محمد بن المتوكل قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي حمزة عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله تبارك وتعالى لوحا من درة بيضاء، دفتاه من زبرجدة خضراء، كتابه نور، يلحظ إليه في كل يوم ثلثمائة وستين لحظة، يحيي، ويميت، ويخلق، ويرزق، ويفعل ما يشاء .
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا النفيلي حدثنا أبو الدهماء البصري عن أبيه عن أبي ظلال القسملي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عز وجل لوحا من زبرجدة خضراء تحت العرش، فكتب فيه إني: أنا الله لا إله إلا أنا أرحم وأترحم جعلت بضعة عشر وثلاثمائة خلق. من جاء بخلق منها مع شهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة.
قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة قال: حدثنا عمرو بن مالك الراسبي قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عبد الله بن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله عز وجل أن يوحي بأمره تكلم بالوحي، فإذا تكلم بالوحي أخذت السماوات رجفة، أو قال: رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل، فإذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا، وخروا لله سجدا فيكون أول من يرفع جبريل صلى الله على نبينا وعليه وسلم فيقول جبريل: قال الحق وهو العلي الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل وينتهي جبريل بالوحي حيث أمره الله عز وجل من السماء والأرض .
قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا محمد بن عوف الحمصي قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا الوليد بن مسلم مثله.
قال أحمد بن محمد بن شريح قال: حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال: حدثنا عبد الصمد قال: سمعت وهبا رحمه الله تعالى يقول: إذا أدنى الملائكة من الله عز وجل جبريل ثم ميكائيل فإذا ذكر عبدا بأحسن عمله قال: فلان ابن فلان عمل كذا وكذا من طاعتي صلواتي عليه، ثم سأل ميكائيل جبريل ما أحدث ربنا؟ فيقول: فلان ابن فلان ذكره بأحسن عمله فصلى عليه صلوات الله عليه، ثم سأل ميكائيل من يراه من أهل السماء فيقول: ماذا أحدث ربنا؟ فيقول: ذكر فلان ابن فلان بأحسن عمله فصلى عليه صلوات الله عليه فلا يزال يقع من سماء إلى سماء حتى يقع إلى الأرض، وإذا ذكر عبدا بأسوأ عمله. قال: عبدي فلان ابن فلان عمل كذا وكذا من معصيتي فلعنتي عليه، ثم سأل ميكائيل جبريل وماذا أحدث ربنا؟ فيقول: ذكر فلان ابن فلان بأسوأ عمله فعليه لعنة الله، فلا يزال يقع من سماء إلى سماء حتى يقع إلى الأرض.
قال: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا يزيد بن زريع عن أبي رجاء محمد بن إسماعيل عن الحسن رحمه الله تعالى في قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ قال: لو جعل شجر الأرض أقلاما وجعل ماء البحر في دواة، وقال عز وجل: من أمري كذا وكذا لنفد ماء البحر ولتكسرت الأقلام.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا العباس عن يزيد عن سعيد عن قتادة رحمه الله تعالى قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ قال المشركون: إنما هذا كلام أوشك أن ينفد، فأنزل الله عز وجل ما تسمعون. يقول: لو كان شجر الأرض أقلاما وماء البحر سبعة أبحر لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحر قبل أن تنفد عجائب ربي تعالى وحكمته وخلقه وعلمه.


في هذه الآثار وهذه الأحاديث ساقها لأجل استحضار عظمة الله، فإن من استحضر عظمة الله تعالى عظم قدر ربه في قلبه وصغرت الدنيا في قلبه ولم يبق من يعظمه إلا الله تعالى، فربنا سبحانه وتعالى هو العظيم عظيم شأنه، وعظيم أمره، وعظيم فعله. فمن عظمته ما يدل على ذلك القرآن الكريم ومنها ما يدل عليه الحديث النبوي، ومنها ما تدل عليه الآثار والآثار الثابتة عن سلف الأمة التي فسروا بها كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.