إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
127716 مشاهدة
الآيات التي تدل على عظمة الخالق من القرآن

...............................................................................


فالقرآن مملوء بالآيات التي تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى إما بلفظ الأسماء أو بلفظ الأفعال أو بذكر الصفات، فإذا وصف نفسه بقوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ كان ذلك تعظيماً أي أنه عالم الغيب والشهادة لا أحد يعلم الغيب غيره.
الغيب ما غاب عن الخلق وإن لم يقع والشهادة من شاهدوه ورأوه من مخلوقاته التي أجراها، وأظهرها، وكذلك إذا استحضروا أنه تعالى له الأسماء الحسنى كان هذا من تعظيمه سبحانه وأنه تسمى أو سمى نفسه بالأسماء الحسنى مثل قوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هذا من أسماء الله وكذلك قوله: هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ إلى آخر الأسماء الحسنى وسمى نفسه بالملك، وبالقدوس، وبالعزيز، وبالحكيم، وبالجبار، وبالمتكبر، وبالخالق، البارئ المصور، وبالغفار القهار ومعاني هذه الأسماء وبما تدل عليه أمر عظيم من استحضره عظم الله تعالى في قلبه وعظمه .