اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
127746 مشاهدة
كتب ورد فيها الكثير من آثار بني إسرائيل

...............................................................................


نعرف أن الآثار والأحاديث التي تروى مثلا في هذا الكتاب وفي غيره يرجع فيها إلى الأسانيد ويعتمد صحتها أو ضعفها بالأسانيد؛ وذلك لأن المؤلفين يعتمدون على الإسناد فيذكرونه أمام القارئ، والقارئ يحكم عليه بموجب الأسانيد من صحة أو ضعف، ثم نعرف أيضًا أن الكثير منها موقوف. أي أنه تفاسير لبعض الآيات أو استنباط أو ذكر قصص، وإذا كان من كلام الصحابة فيحمل على أنهم فهموه من القرآن أو من السنة أو أنهم تلقوا ما يدل عليه من نبيهم صلى الله عليه وسلم، فإذا كان صحيحا فإنه يعتمد وإلا إذا كان من كتب بني إسرائيل فإنها لا تصدق ولا تكذب. يروى كثير من هذه القصص في كتب التفسير عن كعب الأحبار وعن وهب بن منبه وهما يأخذان من كتب أهل الكتاب، ولا شك أن تلك الكتب فيها ما هو صحيح وما هو مكذوب، ولا يتهم الناقل الذي هو كعب أو وهب بأنه ابتدعها ولكن نحسن الظن بتلك الكتب التي ينقل منها ويحسن به الظن أولئك التلاميذ الذين ينقلون عنه.
فهذه الآثار مذكورة في هذا الكتاب، وكذلك في كتاب الحلية لأبي نعيم وفي كتاب الزهد للإمام أحمد وفي كتب التفسير كتفسير ابن جرير وتفسير ابن أبي حاتم وتفسير البغوي يروونها بالأسانيد، ولا شك أنهم عملوا بها؛ لأنهم وثقوا بمن رووها عنه، وأكثرها إنما هي قصص تدل هذه القصص ونحوها على أن الله تعالى أطلع أنبياءه ورسله على بعض الأمور الغيبية، وأن تلك الأمور الغيبية تدل على عظمة الخالق وعلى ما يستحقه على عباده وعلى ما يستحقه من العبادة والتعظيم والإجلال والتنزيه عما لا يليق به، فإن هذا هو الذي يجب على المؤمن الذي عرف دلالة هذه النصوص، سواء أخذها من القرآن أو من الأحاديث الصحيحة أو من آثار الصحابة وتفاسيرهم للآيات أو من آثار منقولة بالأسانيد عن السلف إذا صح إليهم السند.