(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
71789 مشاهدة
معنى العبودية لله

...............................................................................


لا شك أنه متى كان كذلك صدق عليه أنه قد عبد الله وحده لا شريك له, ذلك الرجل لا بد أنه يفهم معنى تعبد الله أي جميع عبادتك كلها، وتذللك كله لله سبحانه وتعالى. ويفهم معنى لا تشرك أي لا تصد بقلبك ولا بقالبك ولا بعملك ولا بمالك لا تصد بشيء من ذلك كله، لا تصد بذلك عن ربك إلى غير الله تعالى، فتصله إلى أي مخلوق لا يملك ضرا ولا نفعا حيا أو ميتا, فهذا دليل على أن هذا شرط ثقيل. وذلك لأن الكثير الذين يقعون في المعاصي قد حملهم حب الدنيا على أن يقعوا في هذه المخالفات وكذلك أيضا يتبعون أهواءهم وشهوات أنفسهم فلا يكونون بذلك مخلصين الدين لله، وكذلك أيضا يطيعون دعاة السوء ودعاة الضلال في معصية الله، فلا يكونون مخلصين لله تعالى كما ينبغي وهكذا جميع المعبودات, عبادة النفس وعبادة الهوى وعبادة الدنيا وعبادة الشياطين شياطين الإنس وشياطين الجن، ما أكثر الذين يجعلون لهم نصيبا من عبادتهم وطاعتهم، أما إذا أخلص العبد جميع أقواله وأعماله لله، فإنه حقا من الذين عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا.