الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
شرح لمعة الاعتقاد
193660 مشاهدة
تقسيم الصفات إلى صفات ذاتية وصفات فعلية

فمما جاء من آيات الصفات قول الله تعالى: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ وقوله سبحانه وتعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ وقوله تعالى إخبارا عن عيسى عليه السلام أنه قال: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ وقوله سبحانه : وَجَاءَ رَبُّكَ وقوله: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ وقوله تعالى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وقوله تعالى: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ وقوله في الكفار : غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وقوله تعالى: اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وقوله تعالى: كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ .
ومـن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا وقوله: يعجب ربك من الشاب ليس له صبوة وقوله: يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت روايته نؤمن به, ولا نرده, ولا نجحده, ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره ولا نشبهه بصفات المخلوقين ولا بسمات المحدثين ونعلم أن الله سبحانه لا شبيه له ولا نظير لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
وكل ما تخيل في الذهن, أو خطر بالبال؛ فإن الله تعالى بخلافه, ومن ذلك قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وقوله: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك وقال للجارية : أين الله قالت: في السماء قال: أعتقها فإنها مؤمنة رواه مالك بن أنس ومسلم وغيرهما من الأئمة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين كم إلها تعبد؟ قال سبعة؛ ستة في الأرض, وواحدا في السماء. قال: من لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء قال: فاترك الستة واعبد الذي في السماء, وأنا أعلمك دعوتين؛ فأسلم, وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي ؛ وفيما نقل من علامات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الكتب المتقدمة أنهم يسجدون بالأرض ويزعمون أن إلههم في السماء.
وروى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا وذكر الخبر إلى قوله: وفوق ذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك .
فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله، ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله ولا تشبيهه ولا تمثيله.
سئل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل: يا أبا عبد الله الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم أمر بالرجل فأخرج.


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
آيات الصفات هي الآيات التي اشتملت على ذكر بعض صفات الله تعالى وتنقسم الصفات إلى قسمين: صفات ذاتية وصفات فعلية, والصفات الذاتية التي تلازم الذات بمعنى: أن الله تعالى موصوف بها دائما؛ فهي ملازمة لذاته.
والصفات الفعلية: الأفعال التي يفعلها إذا شاء, وكلها ثابتة بالأدلة الصريحة من القرآن, والصحيحة الصريحة من السنة.