تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح لمعة الاعتقاد
192106 مشاهدة
آراء ومواقف للجبرية

وقد اشتهر هؤلاء في الجدل، يقول قائلهم -يشبه أفعال الله- فيقول:
ألقاه في البحر مكتوفا وقال لـه
إياك إياك أن تبتل بالمـــاء
فيقولون: إن العبد بمنزلة إنسان أوثقت يداه، وألقي في البحر، وقيل له: لا تبتل بالماء، إن هذا ليس في إمكانه، ليس في إمكانه أن يمتنع من أن يبله الماء.
وذكر أن أحد هؤلاء وإن كان من الملاحدة، دخل على شيخ الإسلام وأعطاه أبياتا يعترض فيها على حكم الله تعالى، ويحتج بالقدر التي أولها:
أيا علماء الديـن ذمـي دينكم
.............................
يدعي أنه ذمي.
.............................
تحير دلـوه إلى كـل ســنة
إذا ما قضى ربي بطردي وشقوتي
وحكم بإبعادي فمـا وجه حيلتي
دعاني وسد الباب دوني فهل إلى
دخولي سـبيل بينوا لـي قضيتي
يعني يشبه أنه دعاه وسد الباب دونه، وأنه ليس له حيلة في الدخول.
فرد عليه شيخ الإسلام بالقصيدة المشهورة التي على وزن قصيدته والتي أولها قوله:
سـؤالك يـا هـذا سؤال معاند
مخاصم رب العرش باري البرية
وتـدعى خصوم الله يوم معادهم
إلـى النـار طرا معشر القدرية
سـواء نفوه أو سعـوا ليخاصموا
بـه اللـه أو ماروا في الشريعة
وصلت إلى نحو مائة وثلاثين بيتا أبطل بها شبهته، وبيَّن أن الله تعالى حكيم، وأن له الحكمة، وأنه سبحانه هو الذي قدر المقادير وهو الذي حكم على هذا بشقاء، وعلى هذا بإبعاد وعلى هذا بتقريب، ولكنه مع ذلك قد قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى وأعطى الإنسان قدرة تناسبه، أعطى الإنسان وأعطى الحيوانات، وأعطى جميع المخلوقات قدرة تنسب بها إليهم أفعالهم؛ فلذلك يكون العبد هو الذي يزاول أفعاله، وهو الذي يثاب على حسنها ويعاقب على سيئها.