لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شرح لمعة الاعتقاد
192567 مشاهدة
من خصائص النبي أنه صاحب لواء الحمد

من خصائصه أنه صاحب لواء الحمد، وصاحب المقام المحمود والحوض المورود، وفي بعض الأحاديث أنه عليه السلام قال: لواء الحمد بيدي يعني: أنه اللواء والعلم الذي يرى من بعيد يحملونه للجهاد، يسمى لواء ويسمى علما، فهو لواء الحمد الذي إذا حمله واتبعه أمته، قد يكون حسيا وقد يكون معنويا، فاعترفوا بأن هذا هو الذي يحمد لأجله.
تفسير المقام المحمود
وكذلك المقام المحمود، ورد قول الله تعالى: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا مقاما محمودا هكذا جاء في هذا الحديث.
جاءت هذه الآية المقام المحمود: هو الذي يحمده به الأولون والآخرون يوم القيامة، وقد أطال المفسرون في ذكر المقام المحمود، والأدلة عليه كما في تفسير ابن كثير ونحوه، توسعوا في: ما المراد بالمقام المحمود؟ فالجمهور على أنه الشفاعة التي هي الشفاعة العظمى التي يحمده بها الأولون والآخرون، هذا أشهر ما يقال، وذهب بعضهم إلى أن المقام المحمود أن يجلسه الله تعالى معه على عرشه، اختار هذا القول بعض العلماء، وحكاه ابن القيم في بدائع الفوائد عن مجموعة من السلف وجوده الإمام الخلال في كتاب السنة، وأطال في تقريره، وفي ذكر ما يدل عليه مما يدل على أنه يعتمده، ولا شك أيضا أن من المقام المحمود قبول شفاعته أي الشفاعة التي له، وقد تقدم أنه يشفع يوم القيامة يقول فيما تقدم يشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، فيخرجون فذكرنا أن له خمس شفاعات، وكلها من المقام المحمود.