القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
شرح لمعة الاعتقاد
186459 مشاهدة
عقيدة أهل السنة في الخلفاء

هكذا اتفق أهل السنة على تقديم الصحابة رضي الله عنهم وعلى تقديم هؤلاء الخلفاء، وذكر ذلك الذين تكلموا في العقيدة، ومنهم أبو الخطاب في عقيدته حيث يقول فيها:
قالوا فمن بعـد النبـي خليفـة
قلت الموحد قبل كـل مـوحد
حاميه في يوم العريش ومن له
في الغار أسعد يا له من مسعد
قالوا فمن ثاني أبي بكر الرضا
قلت الخلافة في إمـام الزهـد
يعني: عمر .
قــالوا فثالثهم فقلت مجاوبـا
مـن بايع المختار عنه باليـد
صهر النبي على ابنتيه ومن حظا
فضلين فضل تـلاوة وتهجــد
أعني ابن عفان الشهيد ومن دعي
في الناس ذو النورين صهر محمد
قــالوا فرابعهم فقلت مجاوبــا
مـن حـاز دونهـمُ أخـوة أحمد
يعني عليا رضي الله عنه.