من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
شرح لمعة الاعتقاد
193471 مشاهدة
الصلاة خلف الولاة برهم وفاجرهم

كذلك كان الأمراء هم الذين يتولون الخطابة خطابة الجمعة والعيد؛ ولو كان معهم شيء من النقص في دينهم، ولو كانوا يرتكبون أشياء مما يخل بالدين؛ يعني من المعاصي والمحرمات ونحوها، ولو اتهموا مثلا بظلم بأخذ بعض الأموال بغير حقها، ولو اتهموا بشرب خمر أو نحوه، فإن مصلحة الولاية ومصلحة السمع والطاعة لهم أولى من الإنكار عليهم والخروج عليهم؛ لما يحصل في الخروج عليهم من المفاسد ومن الفتن ومن كثرة القتل في البلاد الإسلامية وقتل المسلمين؛ فيأتي ذلك الأصل أن كل أمير يسمع له ويطاع، يجاهد معه، وتصلى الجمعة خلفه، ويصلى العيد خلفه، لأنهم .. يلزمون أنفسهم ولأنهم يلزمون أو يلتزمون بإقامة الجمعة والعيد ونحو ذلك.