الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح لمعة الاعتقاد
193343 مشاهدة
أبو بكر الصديق يجمع خصال الخير

سنذكر مثلا من فضائل أبي بكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حقه إني قلت لكم: إني رسول الله، فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر صدقت وواساني بنفسه، وبماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي ونذكر مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- ما نفعني مال أحد ما نفعني مال أبي بكر أي: لم ينفعني مثل مال أبي بكر ومن فضائله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شهد له بالجنة وبدأ به في قوله: أبو بكر في الجنة إلى آخره.
وأنه قال لما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أبواب الجنة، وأن بابًا للصائم يدعى معه الصائمون، وبابًا للمتصدقين يدعى معه المتصدقون، وبابًا لأهل الصلاة يدعى معه المصلون، وبابًا لأهل الجهاد يدعى معه المجاهدون إلى آخره.
فقال أبو بكر فهل يُدعى من تلك الأبواب كلها أحد، قال: نعم وأرجو أن تكون منهم يعني أن أبا بكر يدعوه هؤلاء لأنه من أهل الصدقة، ويدعوه مع هذا الباب آخرون؛ لأنه من أهل الصلاة، وآخرون مع هذا الباب لأنه من أهل الزكاة، وآخرون مع هذا الباب لأنه من أهل الجهاد، يدعى من جميع الأبواب لأنه جمع خصال الخير؛ فلذلك قال: أرجو أن تكون منهم أي ممن يدعى مع تلك الأبواب كلها.
وكذلك أيضا لما سأل صحابته فقال: من أصبح منكم صائما؟ قال أبو بكر أنا، وقال: من عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر أنا. من تصدق منكم على مسكين ؟ قال أبو بكر أنا، فقال: ما اجتمعن في شخص إلا دخل الجنة .
وكذلك زكاه بالإيمان لما ذكر مرة بقرة تتكلم، فتعجب الناس فقال: آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر .
وكذلك من فضائله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصحبه دائما لم يتخلف عن صحبته من فضائله أنه صحبه لسفر الهجرة من مكة إلى المدينة منفردين متعرضين للأخطار، ولكن الله تعالى حماهما من وقت خروجهما حتى وصلا إلى المدينة لا شك أن ذلك كله دليل على فضله -رضي الله عنه- وله الفضائل الكثيرة.