إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
كتاب الروض المربع الجزء الأول
86877 مشاهدة
الصلاة على الغال والقاتل نفسه

ولا يسن أن يصلي الإمام الأعظم ولا إمام كل قرية وهو واليها في القضاء على الغالِّ، وهو من كتم شيئا مما غنمه لما روى زيد بن خالد قال: توفي رجل من جهينة يوم خيبر فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: صلوا على صاحبكم. فتغيرت وجوه القوم فلما رأى ما بهم قال: إن صاحبكم غل في سبيل الله، فتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزا من خرز اليهود ما يساوي درهمين رواه الخمسة إلا الترمذي واحتج به أحمد ولا على قاتل نفسه عمدا لما روى جابر بن سمرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءوه برجل قد قتل نفسه بمشاقص فلم يصلِّ عليه. رواه مسلم وغيره والمشاقص جمع مشقص كمنبر؛ نصل عريض أو نصل طويل أو سهم فيه ذلك يرمى به الوحش.


هذا يتعلق ببعض هذا الحكم؛ أما بالنسبة للغال فإنه يُتركُ زجرا له ولو أن هناك معاصي أكبر منه يصلي عليها الإمام، لكن يَترك ذلك زجرًا له وزجرًا لأمثاله، ولا يمنع غيره من الصلاة عليه, فإنه ها هنا قال: صلوا على صاحبكم ولو كانت لا تجوز الصلاة عليه مطلقا؛ لمنعهم وقال: لا تصلوا عليه، فهو امتنع وحده من الصلاة عليه وأَذِنَ لهم، فتركه من باب الزجر, مع أنه ما غَلَّ إلا شيئا يسيرا؛ وجدوا فيه خرزا من خرز الجاهلية.
الخرز : الخرزات التي تجعل في نظام وتلبسها المرأة كقلادة تتجمل بها، ومع ذلك هذا الخرز لم يُقْسَم ، أخذه من غير قَسْمِه, أصبح هذا غلولا، امتنع من أجله أن يصلي عليه، وبطريق الأولى إذا غل شيئا أكثر.
كذلك قاتل نفسه لا يصلي عليه الإمام زجرًا له ولا يمنع غيره أن يصلي عليه، ورد فيه وعيد شديد في حديث في صحيح مسلم يقول -صلى الله عليه وسلم- مَن تردى من شاهق فقتل نفسه فإنه يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن وجأ نفسه بحديدة فقتل نفسه فهو يجأ نفسه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ذكر هذه كأمثلة، وإلا فقتل النفس.. قتل الإنسان نفسه له أمثلة أكثر. هذا الرجل قتل نفسه بهذه المشاقص التي هي النصال ثم مات، وفي حديث آخر: أن رجلا كان من الغزاة فأصابته جراحة فاستعجل الموت وقتل نفسه، فكل ذلك يُسبب أنه لا يصلي عليه الإمام زجرًا له.نعم.
.. لا، اقتصر على النص.

أحسن الله إليك يا شيخنا.. الذي يقتل نفسه في معسكر العدو هل هذا يُعَدُّ من قتل النفس؟

إذا كان يقصد بذلك إضرار العدو, فهذا يعتبر جائزا.