إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
كيف تطلب العلم
18432 مشاهدة
بداية طلبه للعلم

مع الشيخ
هو الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين بن محمد بن عبد الله بن رشيد من قبيلة بني زيد
ولد في سنة 1349 هـ في بلد محيرقة وهي إحدى قرى ( القويعية )، ونشأ بها وبقرية الرين التابعة للقويعية
1- كيف كانت بداية حياتكم العلمية، وعلى من درستم؟
كان المسلمون في القديم يبدؤون تعليم أولادهم بالقرآن الكريم قراءة في المصحف ثم حفظا، ولا يستطيع أن يبدأ في العلم قبل حفظ القرآن، وذلك قبل فتح المدارس في نجد وما حولها، فقد حرص الوالد - رحمه الله- على تعليمنا القرآن، وذلك في سنة 1359 هـ و لم أستطع مواصلة القراءة معه لقلة تفرغه، وقلة من ينافس في التعلم، وقرأت أيضا تلك السنة على العم سعد بن عبد الله بن جبرين إمام وخطيب مسجد (محيرقة) ثم أكملت القراءة في المصحف في السنة التي بعدها على معلم يقال له: سعيد بن عبد الله الحجازي الذي استمر في تعليم القرآن أكثر من عشر سنين، وقد ابتدأت الحفظ في سنة 1361 هـ، بعد أن تعلمت الكتابة، فحفظت نحو ثلث القرآن، وفترت همتي نحو خمس سنين، ثم واصلت الحفظ حتى يسر الله -تعالى- حفظه ولله الحمد، وقد تعلمت مبادئ النحو وإعراب الجمل، والمواريث، وأهل الفرائض، حيث كان الوالد -رحمه الله- يعلمنا وقت الفراغ في أول الليل، وقرأت عليه أيضا في مجموعة الحديث كشرح الأربعين النووية للإمام النووي وعمدة الحديث، وأصول الإيمان، وفضل الإسلام، وكتاب الكبائر للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وكان يشرحها بما تيسر، وحيث إن عند الوالد كتب مفيدة خطية ومطبوعة، فقد انتفعت بها كثيرا، حيث أقرأ فيها طوال النهار، كصحيح البخاري وسيرة ابن هشام وسنن أبى داود والروض المربع، وفتح المجيد ونحوها، ثم ابتدأت سنة 1368 هـ في القراءة على فضيلة الشيخ عبد العزيز الشثري في بلدة (الرين) فحفظت كتاب التوحيد، والعقيدة الواسطية، وأكثر متن الزاد، وقرأت الكثير من الشروح والكتب المطولة، وذلك بعد كل مغرب، وبعد الصباح، ومعي في القراءة عليه ابنه الأكبر ناصر بن عبد العزيز وكان قد سبقني بالقراءة عليه، وقد استفدت منه كثيرا كأبيه -رحمه الله- ثم في عام 1374 هـ انتظمت في معهد إمام الدعوة بالرياض وأنهيت المرحلة الجامعية عام 3181 هـ، وقد انتفعت كثيرا بزملائي في المرحلة، كالشيخ محمد بن جابر ومحمد بن صالح السحيباني وإبراهيم النغيمش و إبراهيم بن حرقان وإبراهيم بن خنيزان وعبد الرحمن بن محمد بن مقرن وكلهم قد ماتوا -رحمهم الله تعالى- وقد تلقينا في مراحل الدراسة على جمع من المشايخ الكرام، كالشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وأخيه عبد اللطيف والشيخ محمد الأنصاري والشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ محمد البيحاني والشيخ عبد العزيز بن رشيد والشيخ محمد بن مهيزع رحمهم الله تعالى.
وقرأنا أيضا على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ثم في عام 1388هـ انتظمت في المعهد العالي للقضاء، وأنهيت مرحلة الماجستير عام 1390 هـ، وقرأت في هذه المرحلة في الحديث، والفقه وأصوله، وطرق القضاء ونحوها، وكان من جملة من قرأنا عليه الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عمر بن مترك -رحمهم الله تعالى- وكذا على بعض المشايخ المصريين كالشيخ طه العربي والشيخ محمد بن عبد الوهاب بحيري والشيخ محمد الجندي وغيرهم رحمهم الله تعالى.
وطرق التدريس متقاربة في الإلقاء، والمناقشة، والشرح، والإيضاح، وذكر الخلاف والأدلة ونحو ذلك.