عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
محاضرة عن تربية الأسرة
2913 مشاهدة
محاضرة عن تربية الأسرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نتحدث معكم حول إصلاح الرجل لأسرته، وبيان مسئوليته حول إصلاحهم وتربيتهم، فنقول: سمعنا الحديث الذي أورده أخونا المقدم قوله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالرجل راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها، والولد راع في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته، والإمام راع على رعيته وهو مسئول عن رعيته؛ فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته .
والمسئول هو كل من استرعاه الله تعالى رعية. والرعية كل من كان تحت يده. والراعي في الأصل هو الذي يرعى البهائم؛ أعني يسير معها حتى يحفظها من السباع ومن الضياع، كالغنم والبقر والإبل والخيل والحمر ونحوها، فإنه يحرص على أن يحفظها بحيث لا يضيع منها شيء، وإذا ضاع فإن أهلها يحاسبونه، ويناقشونه.
مثل النبي صلى الله عليه وسلم قيام الرجل على أسرته بهذا الراعي الذي يرعى هذه الدواب وأخبر بأن أسرته رعيته. وكذلك كل من كان مسئولا عن قوم فإنه مسئول عنهم عن إصلاحهم، وعن حفظ أعمالهم وما أشبه ذلك. وكذلك ما سمعنا من الحديث ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا لم يدخل معهم الجنة أو كما قال.
فلذلك نحب في هذه الأمسية أن نذكر أنواع الرعايا، وكذلك نذكر المسئولية، مسئولية كلٍّ عمن استرعاه الله تعالى من رعيته. نذكر باب الأدلة، ثم نذكر كيفية الرعاية، وكيفية التربية. ونذكر أيضا ما يكون سببا في إضاعة الرعية وإهمالها، وكيف يكون تدارك ذلك، بحسب ما يتسع له الوقت.
فالأسرة أسرة الرجل يدخل فيهم أبواه إذا كان يعولهما، ولهما حق عليه. وإخوته إذا كانوا تحت كفالته، أو كانوا بحاجة إلى تربيته. وبنوه وبناته إذا كانوا بحاجة إلى التربية. وزوجاته وأخواته ونحوهن، وأقاربه كبني العم، وبني الإخوة ونحوهم. كل هؤلاء يدخلون في الأسرة.
فنبدأ أولا- بالأولاد ذكورا وإناثا، فنقول: إن الله سبحانه وتعالى جعل في قلوب الآباء رقة ورحمة لأولادهم؛ ولأجل ذلك فإن الوالدين يسعيان دائما في إراحة الأولاد، من حين يولد الطفل والأب يسعى في إراحته ويكتسب المال ويجمعه ويكدح في جمعه؛ لتأمين معيشة أولاده ولتأمين راحتهم، فيؤمن لهم المعيشة الأكل والشرب واللباس، ويؤمّن لهم السكن والراحة، وما أشبه ذلك؛ لما في قلبه من الرقة والرحمة لهؤلاء الأطفال في سن الطفولية.