الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / من حقوق الزوجة على زوجها النفقة

وعليه: نفقتها، وكسوتها بالمعروف، كما قال تعالى: { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } النساء: 19 . وفي الحديث: { استوصوا بالنساء خيرًا } حديث واحد رواه البخاري رقم (5186) في النكاح، ومسلم رقم (1470) في الرضاع. وفيه: { خيركم خيركم لأهله } جزء من حديث أخرجه ابن ماجه رقم (1977) في النكاح. عن ابن عباس رضي الله عنهما، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه رقم (1650). وأخرجه الترمذي رقم (3895) في المناقب، والدارمي برقم (2260) في النكاح عن عائشة رضي الله عنها. قال الترمذي: هذا حديث حسن كريب صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (285). وانظر في التعليق على الزركشي رقم(2661، 2662). . قوله: (وعليه: نفقتها، وكسوتها بالمعروف... إلخ): لقوله تعالى: { وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ } البقرة: 233 وهذا من حق زوجته عليه أكد ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبته في حجة الوداع فقال: { ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ولكم عليهن ألا يدخلن في بيوتكم أحدًا تكرهونه، ولا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه } جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (1218) في الحج. . تقدم هذا في حديث جابر الطويل في حجة الوداع. قوله: (وفي الحديث: { استوصوا بالنساء خيرا } إلخ): يأمر -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بالصبر على المرأة، وتمام الحديث: { استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن خلقن من ضلع أعوج } هذه الجملة أخرجها البخاري برقم (3331، 5184، 5186)، ومسلم برقم (1469، 1470) عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقال صلى الله عليه وسلم: { إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها } هذه الجملة أخرجها البخاري برقم (3331، 5184، 5186)، ومسلم برقم (1469، 1470) عن أبي هريرة رضي الله عنه. فالرجل لا بد أن يلاحظ في امرأته شيئًا من النقص أو المخالفة أو الخلل؛ فعليه أن يتحمل ويصبر ويستمتع بها ويصبر على العوج الذي يكون فيها. وقوله صلى الله عليه وسلم: { خيركم خيركم لأهله } وفي تمامه قال: { وأنا خيركم لأهلي } سبق تخريجه ص 266. يعني: أنه إذا قام الزوج بحق زوجته وأدى ما يلزمه وصحبها صحبةً حسنة وألان الكلام لها ودخل عليها بوجه منبسط وتبسم في وجهها وأعطاها ما تطلبه، فإنها تلين له وتحبه وتركن إليه وتوافقه؛ فيحصل الوفاق والمحبة بين الزوجين فيلتئم شمل الأسرة؛ لذلك قال صلى الله عليه وسلم: { خيركم خيركم لأهله } .