الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / وساوس الشيطان في الأمور الغيبية

وسئل فضيلة الشيخ: في بعض الأحيان يأتي الشيطان للإنسان، ويوسوس في نفسه في ذات الله وفي آياته الكونية، فما الذي ينبغي على الإنسان فعله حيال ذلك؟ فأجاب: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذا، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: { جاء ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: وقد وجدتموه؟! قالوا: نعم! قال: ذاك صريح الإيمان } رواه مسلم برقم: (132)، في الإيمان، باب "بيان الوسوسة في الإيمان... إلخ". . وفيه أيضا عن عبد الله بن مسعود قال: { سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوسوسة، قال: تلك محض الإيمان } رواه مسلم برقم: (133)، في الإيمان، باب "بيان الوسوسة في الإيمان... إلخ". . وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- { لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله، فمن خلق الله؟! فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله } رواه مسلم برقم: (134)، في الإيمان، باب "بيان الوسوسة في الإيمان... إلخ". . وعنه أيضا، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- { يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته } رواه البخاري كما في الفتح: 6/387 برقم (3376) في بدء الخلق، باب "صفة إبليس وجنوده". ومسلم برقم (134) في الإيمان، باب "بيان الوسوسة في الإيمان... إلخ". . وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- { يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الخلق؟ فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك، فليقل: آمنت بالله ورُسُلِهِ } رواه مسلم برقم: (134) في الإيمان، باب "بيان الوسوسة في الإيمان... إلخ". . وفي سنن أبي داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: { جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء، لأن يكون حممةً أحبَّ إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة } رواه أبو داود برقم (5112) في الأدب، باب "في رد الوسوسة". . ففي هذه الأحاديث وغيرها بيان أن هذه الأفكار التي قد تطرأ على الإنسان في الأمور الغيبية، أنها وسوسة من الشيطان ليوقعه في الشكوالحيرة والعياذ بالله. ثم إن الإنسان إذا وقع في مثل ذلك فعليه أمور؛ كما أرشدنا إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك: 1- الاستعاذة بالله. 2- الانتهاء عن ذلك، والانتهاء معناه قطع هذه الوسوسة. 3- أن يقول: آمنت بالله وفي رواية: آمنت بالله ورسله. فإذا خطرت لك وسوسة في ذات الله، أو في قدم العالم، أو في عدم نهايته، أو في أمور البعث، واستحالة ذلك، أو في بيان الثواب والعقاب أو ما أشبه ذلك.. فعليك أن تؤمن إيمانًا مجملًا، فالنصوص تقول: آمنت بالله، وبما جاء عن الله، وعلى مراد الله.. آمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله.وعلى مراد رسول الله، وما علمت منه أقول به، وما جهلت أتوقف فيه وأكل علمه إلى الله. ولا شك أن هذه الوساوس متى تمادى فيها العبد جرّت إلى الحيرة، أو إلى الشك، وهذا مقصد الشيطان. أما الذي يتمادى مع هذه الوسوسة يقع في الشك، ثم في الحيرة، ثم يتخلى في النهاية عن أمور العبادة، وأما إذا قطعها منذ المرة الأولى، فإنها تنقطع -إن شاء الله- مع كثرة الاستعاذة من الشيطان، وكثرة دحر الشيطان، لأن هذا من كيْده ليوسوس به الإنسان حتى يشككه في إيمانه ودينه.