الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / دور الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في الدفاع عن العقيدة

انتبه لذلك بعض العلماء، وكتبوا في ذلك كتابات قليلة، حتى جاء وقت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فهو الذي انتبه لذلك كثيرا، وألف فيه المؤلفات الكثيرة؛ ولعلكم قرأتم كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" فقد توسع فيه - رحمه الله - فيما يتعلق بالقبور والشرك بها، وبيان ما وقع بسببها من الشركيات والبدع. وقرأتم أيضا كتابه "التوسل والوسيلة" الرسالة المفيدة، والتي ذكر فيها الأدلة على أن هذا من الشرك. وذكر فيها أيضا بعض ما يتشبث به أولئك المشركون، وناقش أدلتهم. وله أيضا "رسالة الواسطة"؛ رسالة صغيرة، لما سئل عن: أنه لا بد لنا من واسطة بيننا وبين الله، فبين أن الواسطة التي قصدوا - وهي أنه نتخذ واسطة - بمعنى: شخصا ندعوه وهو يدعو لنا الله، كما كان المشركون يتخذون الوسائط، وبين أن هذا من الشرك. وكذلك في أثناء مؤلفاته: فيما يتعلق بالقبور. ولعلكم قرأتم من مجموع الفتاوى المجلد الأول، الذي يتعلق بتوحيد العبادة، والمجلد السابع والعشرين، والذي يتعلق ببعض القبور، وشد الرحال إليها، وما يحصل من الشركيات عندها. فنهج هذا المنهج، وانتبه لهذا الأمر الخطير. وقد انتبه له أيضا تلميذه ابن القيم رحمه الله، فألف كتابا له كبيرا اسمه: "إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان" وذكر فصلا من الفصول في كيد الشيطان لأهل القبور، الذين عظموا القبور، وتوسع في ذلك في نحو أكثر من عشرين صفحة، أو ثلاثين، فيما يتعلق بالقبور، والسفر إليها، وزيارتها وما يقوله المشركون عندها، وما يفعلون عندها من المنكرات. ثم انتبه لذلك أيضا من المتأخرين: الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي رحمه الله، وله أيضا كتاب في التوحيد مطبوع، وهو من علماء القرن الحادي عشر. استمد في كتابه هذا من كلام ابن تيمية في "الاقتضاء"، وكأنه لاحظ ما حصل في أهله من هذه الأمور الشركية، وإن كان ليس له سلطة على تغييرها.