الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / الكلام في أسمائه تعالى

............................................................................... له الأسماء الحسنى، والصفات العلا: أخبر بذلك في عدة آيات: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } وليست محصورة في التسعة والتسعين؛ بل لا تحصى أسماء الله تعالى. سمى نفسه ببعض الأسماء التي علم بها خلقه، واستأثر ببعضها كما في قوله عليه السلام: { أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك } فأسماء الله كثيرة، وكلها حسنى، وكل اسم من أسمائه في غاية الحسن. وله الصفات العلا: الصفات: يعني التي وصف بها نفسه؛ سواء كانت مشتقة من الأسماء: كالسمع مشتق من السميع، والبصر مشتق من البصير، والعلم مشتق من العليم. أو الصفات العلا: كالعلو؛ كونه هو العلي، وكونه فوق عباده. { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } أخبر تعالى بأن من أسمائه: الرحمن. وأنه استوى على العرش؛ استواء يليق به { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } ملكا وخلقا وعبيدا من الإنسان والحيوان والجماد، كل ذلك ملك له سبحانه وتعالى، وله ما بينهما: ما بين السماء والأرض طبقات لا يعلمها إلا هو سبحانه وله ما تحت الثرى أي: ما تحت الأرض، وما تحت أسفل الأرض { وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } يسمع السر، ويسمع أخفى من السر { سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ } الجهر، والإخفاء يعلم ذلك ويسمعه، يعلم السر، وأخفى من السر. السر: هو الذي يكنه الإنسان { وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } . وأخفى من السر: الشيء الذي ما حدث به نفسه؛ ولكن علم الله أنه سيخطر بباله. { أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } علمه محيط بالأشياء كلها، قريبها وبعيدها، لا يخلو من علمه مكان، كما في قوله تعالى: { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } وقال تعالى: { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } . وقهر كل مخلوق عزة وحكما: القهر: هو الغلبة. كل مخلوق فإنه خاضع لجبروت الله سبحانه وتعالى، وذليل تحت تصرفه. عزة وحكما: أي عزيز، له العزة { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } وحكما: أي يحكم فيهم بما يشاء، ويتصرف فيهم. ووسع كل شيء رحمة وعلما: وسعت رحمته كل شيء، يعني: أنه واسع الرحمة، قال تعالى: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } ومن أسمائه: الرحيم أي أنه يرحم عباده. ووسع كل شيء علما: أي علم كل شيء قريب أو بعيد { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي: ما فعلوه في السابق. { وَمَا خَلْفَهُمْ } ما يفعلونه في اللاحق، أي: ما قدموه وما أخروه. { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي: ما يكون قبل أن يولدوا. { وَمَا خَلْفَهُمْ } أي: ما يكونوا بعد أن يموتوا، أو يعلم ما تقدم من أفعالهم وما سوف يفعلونه فيما يأتي، { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } لا يحيطون بذاته، ولا بصفاته، ولا بكيفيتها.