المكتبة النصية / صفة الحوض المورود
............................................................................... وأما الحوض فإنه حوض جعله الله تعالى لنبيه في يوم القيامة في عرصات يوم القيامة. الحوض المورود طوله مسيرة شهر يعني: بالسير على الأقدام، وعرضه مسيرة شهر، وقدر في بعض الروايات أنه من عدن إلى أيلة عدن مدينة في حضرموت وأيلة في سوريا أو في الشام يعني: مسيرته ما بين هذه المسافة، وأن آنيته عدد نجوم السماء. آنيته التي يشرب بها، وأنه يصب فيه ميزابان من الكوثر؛ الذي أعطاه الله نبيه بقوله: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } أن الكوثر نهر في الجنة؛ ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل. يصب منه ميزابان في هذا الحوض؛ ولذلك يشرب منه كل من ورده من هذه الأمة. وورد أيضا أن لكل نبي حوضًا، وأن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أكثرهم واردًا، فهو دليل على أن أمته الذين اتبعوه أكثر الأمم يعني: أكثر من غيرهم فنقر بهذا الحوض. يقول الشيخ رحمه الله: وأقر بالميزان والحوض الذي أرجـو بأني منـه ريًّا أنهـل يعني: النهل الشرب إلى الري. ريا يعني: أرتوي بحيث لا يصيبني بعده ظمأ؛ لأنه ورد أن من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنة. لم يظمأ بعد ذلك أبدًا، ذكر أنه يرده المؤمنون، ويذاد عنه المنافقون حتى المرتدون يقول: { إنه يأتيه قوم يعرفهم فإذا عرفهم حيل بينهم وبينه فيقول: أصحابي أو أمتي، فيُقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم } . وقد كثرت الأدلة في إثبات الحوض حتى قالوا: إنه رواه أربعون صحابيًا. يعني قصة ذلك الحوض يعني: ماء في مكان محوم يَرِدُه المؤمنون في ذلك اليوم؛ في يوم القيامة إلى أن يدخلوا الجنة؛ فهذه من عقائد أهل السنة.