المكتبة النصية / تفسير قوله: كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
............................................................................... الذي فصلنا لكم فيه الحلال والحرام، وبينا لكم فيه حرمة كشف العورات، ولزوم سترها وأخذ الزينة، وأنه لا يحرم أحد ما أحله الله كهذا البيان الواضح لهذه الأحكام. نبين الآيات دائما في هذا القرآن { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } والبيان عام، ولكنه خص به القوم الذين يعلمون؛ لأن أهل العلم الذين يعلمون هم الذين يفهمون عن الله هذا البيان. أما الجهلة فلا يفهمون شيئا، ومن لا ينتفع بالشيء فكأنه لم يتوجه إليه. ونظير هذا كثير في القرآن، يخص الله به الحكم المنتفع به، مع أن الحكم أصله عام؛ كقوله: { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا } ؛ مع أنه في الحقيقة منذر الأسود والأحمر، { إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } وهو منذر للأسود والأحمر، { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } ؛ لأن الذي يخاف الوعيد هو المنتفع به مع أن التذكير بالقرآن عام. وهذا كثير في القرآن أن يخص الحكم بالمنتفع به دون غيره. وذلك هو معنى قوله: { كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } اقرأ الآيات.