وصف الله تعالى القرآن بأنه موعظة. ولا شك أنه أقوى أنواع المواعظ. الموعظة هي تذكير الإنسان بالله، وتذكيره بالآخرة، وتذكيره بالعذاب، وتذكيره بالثواب. وهذا موجود في القرآن؛ قال الله تعالى: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } يبشر المؤمنين بأن لهم الأجر الكبير، ويحذر الكافرين بأن لهم العذاب الأليم وذلك هو المواعظ. إذا أردت أن تعظ إنسانا فإنك تقرأ عليه الآيات. إذا كان معتبرا وإذا كان مصدقا فإن في القرآن مواعظ. في القرآن وعظ كثير، وفي القرآن الذكرى، وفي القرآن الهدى وفيه البيان؛ كما أخبر الله: { مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } أخبر بأن فيه رحمة وذلك من معرفة أسبابها؛ أسباب الرحمة هو أن تتعرف للأعمال الصالحة وتفعل أسبابها حتى تكون من أهل الرحمة.