الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / ما يتوصل به السحرة للسحر

فإذا عرفنا أن هذا حقيقة قول السحرة؛ فإن علينا أن نعرف كيف يتوصلون إلى هذه الأعمال الشيطانية؟! فأولا- لا شك أن الساحر بشر. إنسان مثل الواحد منا يعني أنه مركب من جسد وروح، وأن جسده الذي يظهر لنا مثل سائر الناس لا فرق بينه وبين سائر الناس؛ فمع ذلك كيف يتوصل إلى هذا العمل الشيطاني؟! كيف يتوصل إلى ما يريد أن ينفذه من هذه الأعمال؟! لا يتوصل إلا بمساعدة الشياطين، وبمساعدة مردة الجن؛ وذلك لأنهم هم الذين يساعدونه. هم الذين يعينونه، هم الذين ينفذون له ما يريده؛ حتى يضر بمن يريد الإضرار به؛ فلذلك كان الساحر يتمكن من هذا الإغراء. ولكن ليست الشياطين تخدم كل أحد، وإنما تخدم أهلها وتخدم أوليائها وتخدم من خدمها؛ فلذلك الساحر يتقرب إلى الشياطين، ويتقرب إلى مردة الجن؛ حتى يستعبدهم. بأي شيء يتقرب؟ وكيف يتقرب إليهم؟ أعمالهم أعمال السحرة كثيرة، ويمكن أنكم تعرفون أعمالا أكثر مما نعرفها؛ ولكن نذكر بعض أعمالهم الشيطانية التي صاروا بها كفارا، وصاروا بها مشركين والتي وصل إلينا شيء من أمثلتها. فمن ذلك الذبح لغير الله. الذبح باسم الشيطان وباسم الجن الفلاني؛ فالساحر يذبح باسم فلان، فيذبح أية ذبيحة أو يأمر من يريد أن ينفذ أمره بالذبح، إذا جاءه إنسان وقال له: أريد أن تسحر فلانا أو فلانة، تعمل له كذا وكذا. فيوصيه ويقول: اذبح دجاجة، أو اذبح سخلة على عتبة بابه، واذكر عليها اسم فلان الشيطان أو الجني، واذبحها ولا تذكر اسم الله، اذبحها من القفا مثلا؛ فإنها تحصل لك ما تريد أي تخدمك الشياطين. وكذلك أيضا يوصون من يعلمونه بترك العبادات، فيقول: لا يخدمك الشيطان ولا يطيعك إلا إذا تركت الصلاة. اترك الصلاة عشرة أيام، اترك الصلاة أربعين يوما، لا تُصل حتى تخدمك الشياطين وحتى تطيعك. أو كذلك يعرفون أن الشياطين تألف النجاسات وتألف القاذورات؛ فلذلك قد يطيعهم الشيطان، فربما يلطخ بدنه أو ثيابه بالنجاسات بالبول وبالغائط وما أشبه ذلك؛ حتى تأتيه لأن الشياطين يألفون الأماكن المستقذرة الأماكن النجسة. ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول بيت الخلاء أن نستعيذ منهم، قال: { إذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث، ومن الرجس الشيطان الرجيم } "الخبث" ذكران الشياطين. و"الخبائث" إناثهم. والشيطان هو المتشيطن من الجن ومن ذرية إبليس. فرجس، نجس، شيطان، رجيم. ويقول صلى الله عليه وسلم: { إذا أتى أحدكم الغائط فليستتر؛ فإن الشياطين تلعب بمقاعد بني آدم } ؛ أي حتى تنجسه، توقعه في النجاسة التي تبطل بها صلاته. فيقول: { إن هذه الحشوش محتضرة } "الحشوش" التي هي أماكن قضاء الحاجة. الحمامات ودورات المياه وأماكن التغوط -هذه محتضرة؛ كيف تكون محتضرة؟! تحضرها الشياطين. فالشاهد من ذلك أن السحرة يلطخون أنفسهم بالقاذورات؛ حتى تأتيهم الشياطين وتطيعهم وتخدمهم وتنفذ لهم ما يريدون من هذه الأعمال السحرية؛ ليتوصلوا بها إلى ذلك.